دوتيرتي.. الرئيس الفلبيني الأكثر شعبية في البلاد بعد عام من الفوضى

الخميس - 29 يونيو 2017

Thu - 29 Jun 2017

u0631u0648u062fu0631u064au062cu0648 u062fu0648u062au064au0631u062au064a u064au062eu062au0628u0631 u0633u0644u0627u062du0627 u062eu0644u0627u0644 u0627u062du062au0641u0627u0644 u0623u0645u0646u064a u0628u0645u0627u0646u064au0644u0627                                 (u0631u0648u064au062au0631u0632)
رودريجو دوتيرتي يختبر سلاحا خلال احتفال أمني بمانيلا (رويترز)
أمضى الرئيس الفلبيني «رودريجو دوتيرتي» عامه الأول العصيب في رئاسة البلاد، ليثير موجات انتقادات متلاحقة بسبب حربه الشاملة ضد تجارة المخدرات والتي أسفرت عن مقتل الآلاف.



حيرة محللين

وأثار الرئيس الفلبيني (72 عاما) الذي أدى اليمين الدستورية في 30 يونيو من العام الماضي، حيرة المحللين الدوليين بسبب توجهاته المعادية لحلفاء بلاده التقليديين مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين يتودد لروسيا والصين. كما ساهم حصار المسلحين الإسلاميين المرتبطين بتنظيم داعش الإرهابي لمدينة «مارواي» ذات الأغلبية المسلمة جنوب الفلبين الشهر الماضي في تصدره لاهتمامات وسائل الإعلام.



اضطراب العام الأول

ورغم أن عامه الأول في الرئاسة شهد اضطرابا واضحا، وهو ما حذر منه أثناء تنصيبه رئيسا للبلاد في العام الماضي، فإنه يحظى بأعلى شعبية تمتع بها رئيس فلبيني حتى الآن. وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد «محطات المناخ الاجتماعي» الفلبيني في مارس الماضي، على مستوى الفلبين بلغت نسبة تأييد دوتيرتي 75% مقابل 73% في ديسمبر الماضي.

في الوقت نفسه تراجعت نسبة المعارضة لأدائه من 12% في ديسمبر الماضي إلى 9% فقط في مارس الماضي، بحسب استطلاع الرأي.



شخص معتمد

وقدم «دوتيرتي» نفسه للشعب الفلبيني بأنه «شخص يعتمد عليه» وهو ما جعله أقل عرضة للهجمات السياسية والانتقادات والشكوك بشأن سياساته حسب بيبي روموالديز المحلل السياسي بصحيفة «فلبين ستار».

وكتب روموالديز أخيرا «لمسته العامة وهالة الإخلاص التي أطلقها كان لها صدى قوي لدى أعداد ضخمة من الفلبينيين العاديين». وأضاف أن الفلبينيين «اختاروه ليكون قائدهم رغم الجهود المسعورة لخصومه من أجل تدمير شخصيته بقضايا سلبية خلال حملة الانتخابات الرئاسية».



عواقب كارثية

وبحسب منظمة «هيومان رايتس ووتش» فإن دوتيرتي ما زال محتفظا بشعبيته وهو ما جعل المعارضين له يواجهون «عواقب كارثية محتملة وشاملة» لهذه المعارضة. وقال «فليم كاين» نائب رئيس المنظمة لمنطقة آسيا «أعداد الأشخاص الذين ينتقدون حربه ضد المخدرات يواجهون انتقادات حادة وهجمات قوية من جانب أنصاره عبر الانترنت بهدف إسكاتهم».

وأشار «كاين» إلى أن أقوى الأصوات المنتقدة لـ «دوتيرتي» هو صوت النائبة «ليلي دي ليما» التي تعرضت لشهور من التنكيل والهجوم الذي لا هوادة فيه من جانب دوتيرتي قبل أن يتم القبض عليها واحتجازها فيما بعد بتهم تتعلق بالمخدرات.

وقال «كاين» إنه يجب محاسبة دوتيرتي في نهاية الأمر عن تسببه في «كارثة لحقوق الإنسان في الفلبين» حيث تم قتل نحو 7 آلاف مشتبه في تعاطيهم أو تجارتهم للمخدرات سواء على يد الشرطة أو على يد مسلحين مجهولين.



ملاحقة تجار الموت

ويشجع دوتيرتي على قتل أي شخص يرتبط بتجارة المخدرات وأكد لرجال الشرطة أنه سيحميهم من أي ملاحقة إذا ما قتلوا المشتبه في تجارتهم أو تعاطيهم للمخدرات. وفي واحدة من القضايا الشهيرة، تم اتهام عمدة إحدى المدن بأنه أحد زعماء عصابات تجارة المخدرات وتم قتله أثناء احتجازه في إحدى المدن شرق الفلبين. وفي البداية تم اتهام ضباط الشرطة بالقتل العمد لكن الرئيس تدخل لتعديل التهمة إلى ضرب أفضى إلى موت.

وقد أقام أعضاء البرلمان المعارضين دعوى قضائية ضد دوتيرتي أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة القتل الجماعي بسبب قتل المشتبه في تورطهم في الأعمال الإجرامية وتجارة المخدرات في سنة حكمه الأولى.



إشادة عامة

والحقيقة أنه ليست كل أعمال دوتيرتي الكبيرة خلال سنة رئاسته الأولى كانت مثيرة للجدل: فقد تلقى إشادة واسعة لمحاربته للطبقة المسيطرة على عالم المال والسياسة في البلاد والذين كانوا يستعرضون عضلاتهم مع وصول كل حكومة جديدة إلى السلطة.

ومن أشهر القضايا في هذا المجال قضية «روبرتو أونجبن» وزير المالية السابق بحكومة الرئيس الراحل فرديناند ماركوس الذي نجح في حماية نفسه وشركاته من أي ملاحقة عبر مختلف الحكومات منذ سقوط ماركوس عام 1986.

وقد توارى روبرتو أونجبن عندما تحدث دوتيرتي عنه صراحة باعتباره شخصية انتهازية يعقد صفقاته باستخدام علاقاته السياسية فقط.



الوفاء بالوعد

علاوة على ذلك، فإنه أوفى بتعهداته بشأن تحسين الخدمات العامة مثل توفير التعليم المجاني والمزيد من المزايا الصحية للمواطنين، في حين ينفذ برنامج إصلاح ضريبي لتمويل مشروعات البنية التحتية في البلاد.

على الجانب المثير للجدل للحرب على المخدرات، فإن النمط الاستبدادي للقيادة بدا باعتباره مدمرا للتجربة الديمقراطية في الفلبين، حيث يسمح بإساءة استغلال السلطة في التعامل مع أعضاء البرلمان والمعارضة السياسية الضعيفة.



مراهنة على دوتيرتي

وبالنسبة للفلبينيين العاديين الذين يراهنون على دوتيرتي لتحقيق تغيير شامل، يرون العمدة السابق شخصية ذات تأثير مرغوب.

يقول «روديل ماجناي» سائق سيارة أجرة، إنه يشعر الآن بالأمان أثناء القيادة في شوارع العاصمة مانيلا أثناء الليل.

وأضاف «للمرة الأولى منذ بدء عملي كسائق تاكسي عام 1984، يشعر المجرمون ومدمنو المخدرات بالخوف. فهم يعرفون أنه إذا لم يقتلهم رجال الشرطة، سيقتلهم المسلحون أو الحراس».