عبدالله المزهر

وهو كذلك..

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 28 يونيو 2017

Wed - 28 Jun 2017

كان العيد جميلا هذا العام على غير العادة، وقد كنت سعيدا لهذا التغير الذي طرأ على العيد وفعالياته وتحدثت في ذلك مع عدد من الأصدقاء أخبرهم بما رأيت. وتفاجأت بأنهم يقولون إن كل الأشياء التي أعجبتني عادية وتحدث دائما حتى في غير العيد.



ثم اكتشفت أن سبب إعجابي بهذا العيد تحديدا هو أنه العيد الأول تقريبا الذي أخرج فيه من المنزل وأذهب إلى الأماكن التي يحتفل الناس فيها بالعيد. وليس لأن الأمور تغيرت ولا لأن العيد نفسه قد اختلف.



وهذا يعني أن قرار الفرح قرار شخصي بحت، وكنت فيما مضى أنام يوم العيد طوال اليوم ثم أصحو في الليل لكي ألتهم ما أجده أمامي ثم العودة لروتيني اليومي المعتاد، إما في مشاهدة الأفلام أو القراءة أو الذهاب للاستراحة لكي أشتكي للرفاق من يوم العيد الممل الذي يشبه بقية الأيام.



وفي بعض الأعياد كنت أشتري الألعاب النارية لكي أزعج بها جيراني لكي أخبرهم أني سعيد. وكان شراء هذه الألعاب هو أسهل عملية شراء تتم في أيام العيد وأواخر شهر رمضان حيث يبدو التسوق صعبا ومملا وكارثيا، وكانت سهولة شراء هذه الممنوعات تغري للتعويض عن عدم القدرة على شراء الأشياء النظامية والمباحة.



ثم قررت التخلي عن هذه العادة وعدم ممارسة أي شيء مخالف للقانون لأني قد خالفته بما يكفي في حياتي، ولأن شيطانا ما يوسوس لي بأنه يفترض أن أكون قدوة «مقبولة» لصغاري. وكانت هذه ورطة أخرى.



ورطة لأني أخاف عليهم بالفعل من أن أصبح قدوتهم، وورطة لأني لم أجد إجابة على أسئلتهم.



كانوا يسألون لماذا تباع وهي ممنوعة؟ وكيف يتم استيرادها بهذه الكميات، وكان أكبرهم وأكثرهم لقافة يزيد على ذلك من باب تأكيد حجته: هل سمعت يوما عن الإمساك بأحدهم وهو يحاول تهريب ألعاب نارية؟ هل تم عقاب أحد لهذا السبب؟



وعلى أي حال..



وبما أن هذه العيد قد ولى، فإن كتب الله لكم عمرا حتى العيد القادم، ولم تقم حرب نووية، فاحتفلوا بعيدكم الخاص، لأنكم من يصنعه، وكفوا عن التشكي من ملل العيد لأنكم من يصنعه أيضا. والأهم من ذلك كله، تجنبوا التورط في الأسئلة التي تعجزون عن الإجابة عنها.





@agrni