شاهر النهاري

عيد خليجي أعجمي

الأربعاء - 28 يونيو 2017

Wed - 28 Jun 2017

قدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر لشقيقتها الخليجية العربية قطر قائمة من 13 مطلبا، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها، سعيا لإنهاء الأزمة الحالية الناتجة عن تصرفات حكومة الدوحة، من دعم وإيواء للإرهاب وأهله، ومن تدخلات إعلامية وفعلية سافرة في الشؤون الداخلية لدولها، بهدف زعزعة الاستقرار، وإضعاف الجبهة العربية، التي تقف ضد الإرهاب.



وزارة الخارجية القطرية ردت بأنها سترد رسميا على مطالب الدول الأربع، «غير الواقعية» حسب وجهة نظرها.



وأوضحت في بيان نقلته وكالة رويترز «نراجع مطالب الدول الأربع احتراما للكويت ومن أجل الأمن الإقليمي»، وذلك لعمري عنوان كتاب يوضح محتواه، فحكومة قطر ما زالت تنكر، وتضخم الحالات الإنسانية، وتحاول القفز فوق خطوط الحظر، حتى لا تناقش حقيقة ما بها، وما تريد أن يستمر في الخفاء، من خيانات للصديق والشقيق، والتمتع بتفتيت الدول.

نعم، فحتى اليوم، لا يبدو أن القضية الخليجية القاتلة توضع على طاولة البحث والنقاش في قطر، وكل ما يحدث أن تحاول تشتيت الواقع بإعلام مخادع، يسعى بها لوحدة قاتلة، ولتعظيم الجروح، وتحطيم الجسور.



الحكومة القطرية تكذب على ذاتها، وتحاول تغيير موقف الحكومة الأمريكية، واجتذاب دول عدوة لصفها بأي طريقة، وتستقوي بالأعاجم، وهي تعلم أنها وأنهم من الخاسرين.

حل العيد على العالم، ونحن في الخليج، لا ندري هل سنبارك لأهالينا في قطر من خلال أيدي أعاجم تسارعوا ليحرسوا الأمير القطري في قصره، فكأنهم يخشون عليه من أهله، ومن أقرب الناس إليه.



عيد فطرنا جريح في مجتمعنا الخليجي، ونحن نشعر بجدية ما يحدث، ونحرص جاهدين على الحالات الإنسانية، ولا نرضى للشعب القطري أن يذل أو يهان، ولا أن يحتفل بعيدا عنا بين أحضان الأعاجم.



عيد محبة كم كنا نتمنى أن يهل هلاله بزوال الخلاف، وتحقيق أمنيات الدول المقاطعة، وعودة الشقيق الصغير الطائش، لأحضان إخوته.



الحل للقضية من قبل الحكومة القطرية لن يكون، حسب ما ظهر من استهتارها بمطالب الدول المقاطعة، وتسويفها بالرد، وكأن الأمر مجرد لعبة، ولا تستلزم التنفيذ العاجل.

ونحن الشعوب الخليجية والعربية نأمل أن يأتي الحل من عقلاء البيت الحاكم في دولة قطر، بعيدا عن المؤثرين في الأمير من إعلام مرتزق.



كلنا نعول على مفكري دولة قطر، من علماء وشيوخ، وكتاب ومثقفين، ممن يستلزم منهم قول كلمة الحق، والابتعاد عن التجييش، وتفتيت القضية، وجرها لمسارات المماطلة، والعناد، وتحطيم القيم الخليجية، وذبح مجلس التعاون الخليجي، والذي به نبقى، لو فهمنا حقيقة ما يدور حولنا.

نحن نعول على الصوت الخليجي والعربي، الذي يقف في المنتصف، مثل عمان، والأردن، والمغرب، والسودان، وغيرها.



نحن نعول على دور دولة الكويت، والتي قامت بدور الوساطة بشكل متزن وعقلاني، ولكنا نعتقد أن دورها القادم يجب أن يرتقي لمزيد من الوضوح، بأنها لن تقف على الحياد لمدة أطول، إذا ما استمرت حكومة قطر في إنكارها، ومراوغتها، فالكويت جزء من مجلس التعاون الخليجي، لا يتجزأ، وهي بذاتها تعاني من الإرهاب، ومن أهله، وممن يرغبون بتحطيم خليجيتها.



نحن نعول على مصداقية الوفاق الخليجي العربي، ولا نرغب في أعاجم، يسمحون، أو لا يسمحون، لنا بمعايدة أهلنا في قطر.

Shaheralnahari@