عبدالله المزهر

السلام عليك وحدك

الاحد - 25 يونيو 2017

Sun - 25 Jun 2017

السلام على الناس..



السلام على الذين يقاومون نشرات الأخبار بالأمل، ويفرون من أحزانهم إلى بياض قلوبهم..



السلام على أولئك الذين ما زال لديهم القدرة على تصديق كل شيء، النقية قلوبهم، الواسعة صدورهم، الحقيقية حياتهم.

السلام على الكائنات المهددة بالانقراض، أولئك الذين ما زالوا يستطيعون الضحك من أعماق قلوبهم.



السلام على أولئك الذين يبتسمون في وجوه الناس، الذين يؤمنون بأن البسمة لم تخلق من أجل كاميرات التصوير.

وفي العيد..



السلام أولئك الذين يخافون الكلام، ويقتلهم الصمت.



الذين تضيق عليهم الكلمات بما رحبت، الخاضعين لاتفاقية الصمت مقابل السلام.



وفي العيد..



السلام على ذلك الذي يعلمنا كل يوم كيف يكون الدفاع الحقيقي عن الوطن الحقيقي، الذين لم يخالط حبه لوطنه شرهة ولا منحة ولا هبة ولا عطية.

ذلك المتوشح ببندقيته على أطراف الوطن، يحمل روحه على كفه مبتسماً سعيداً كأنه طفل وكأن وطنه العيد.

ثم أما بعد:



فأحزان العالم لن تتوقف لمجرد أنك تفكر فيها، والقتلة لن يكفوا عن القتل لمجرد أنك مشغول بلعنهم، والطغاة لن يكونوا رموزا للعدالة لمجرد أنك متكدر من وجودهم في الحياة. والذين لا تحبهم لن يختفوا لمجرد أنك تضيق بوجودهم، والغائبون لن يعودوا لمجرد أنك تشتاقهم وتفسد أفراحك بمطاردة أطيافهم.



تخلص من كل هذا ليوم واحد فقط، عشه من أجل نفسك ومن أجل أولئك الذين يحبهم وأولئك الذين جعلوا لك مكانا في قلوبهم، كن سعيداً مبتسماً هذا اليوم فقط.



ثم ابدأ من الغد في لعن كل الكائنات التي تدب على كوكب الأرض، فما زال للوقت بقية!

وكل عام وأنت بخير وفي خير وإلى خير.. والسلام.