فايع آل مشيرة عسيري

ومن العايدين.. ومن الفايزين

السبت - 24 يونيو 2017

Sat - 24 Jun 2017

بذات النفس العميق والبعد الاجتماعي الموغل في كل أرواح الطفولة الخالدة تتسلل حنجرة فنان العرب والعجم محمد عبده كي تعيدنا أطفالا نملأ الحياة بهجة وفرحة بثوب العيد وشمس العيد وحلوى العيد وسباق الأقران وعيدية أبي وقبلات أمي!

وتستمر أغنية العيد وفرحته فينا طيلة تلك الليلة الحالمة ويوم العيد السعيد وتستمر الأحلام حتى ننام مجهدين متعبين وكأن لقاء العيد لا يجعلنا ننام!

«ومن العايدين» أغنية خالدة بخلود الأرواح الراحلة عن دنيانا والباقية في أرواحنا نستعيد معها حلوى العيد من كل بيوت قريتي - التي وإن غزا فوديها الشيب إلا إنها ما زالت بحيوية الشباب - وتهاني الجدات تمنحنا لذة الحكاية، فمنهن من تقول «كبار مثل كبر العيد»، وثانية تقول «بركة العيد علينا وعلاكم يعود على حال جميل»، وثالثة تقول «عاد عيدكم وأنتم في أجمل حال».

«ومن العايدين» نستطعمها كما نستعيد طعم حلوى العيد وتلك الأكلات الشعبية التي تتزين بها مجالس البيوت التهامية، فما تزال قريتي تحافظ على عاداتها وتقاليدها، وما مشاهد جولة العيد من بيت لآخر عبر أزقتها ومساريبها مشيا على الأقدام حتى نصل لكل البيوت شيوخا وشبانا وأطفالا إلا وجه رائع لقريتي النبيلة في كل شيء!

جولة العيد تستعيد الخطوات فيها حكايات العمر سنة بسنة وكيف تمر السنوات وما زلنا نعيش العيد بأرواح الأطفال البريئة؟ وفي نبض الأغنية الخفاجية نشعر بأنها تهدينا قلب العيد السعيد ودموع الذكريات تناغي البحث في ذاكرة تعيش العيد بكل تفاصيله كلما سمعت زغاريد العيد وحكاياته وأغنياته، فالعيد عرس المدن الباذخة وطلقات القرى النارية!

العيد طفولة تبحث عن فستانها الوردي والأبيض والأحمر تبحث ورود الصباحات المليئة بالأحلام المضيئة وما أجمل ضحكاتها!

العيد قلوب بيضاء تنثر بياضها في كل الطرقات الذاهبة للعيد، فالعيد شعور إنساني نبيل يتلمس كل الأسر القريبة والبعيدة كي يمنحنها كسوة وزكاة وفرحة تقاسم كل الأعياد.

«ومن العايدين» الأغنية ألفناها كما ألفنا وقفاتها الموسيقية وفصلاتها ذات الدلالات الموحية، فعندما تتماهى الكلمات مع اللحن والصوت والإحساس العميق تتجلى قيم الفن ورسالاته السامية.

ومضة:

«ومن العايدين ومن الفايزين» الأغنية التي وصلت لأبعد مدى في صوت الروح وصوت كل قطر في وطننا الكبير.