دخيل سليمان المحمدي

أزمة قطر وشياطين البشر

السبت - 24 يونيو 2017

Sat - 24 Jun 2017

من أعظم ميزات شهر الصيام المبارك تصفيد مردة الشياطين وإراحة المسلمين من شرهم، جاء ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين) رواه البخاري (3277)، ومسلم (1079). وفي حديث آخر عن أبي هريرة أيضا قال صلى الله عليه وسلم (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب..) الحديث، رواه الترمذي (682)، وابن ماجه.

قيل بأن المراد بالتصفيد والسلسلة والتكبيل إنما للمردة ورؤوس الشياطين دون من سواهم، وهذا ما حصل في تكبيل ومقاطعة أحد الرؤوس الخائنة الغادرة في هذا الشهر الفضيل، ولكن لا ننسى بأن هناك من يقومون بدور إبليس على أكمل وجه ويحتلون مكان الشيطان على أتم صورة فهم شياطين الأنس الذين لم يصفدوا ومنهم الناعقون من الإعلاميين المستأجرين والمرتزقة البائعين ضمائرهم والمهانين ومنهم من يتمنون إشعال فتيل الحرب والفتنة والبغضاء بين الأشقاء الخليجيين، فتجدهم يزدادون شرا وخطرا، وذلك بأخذهم على أنفسهم عهدا بألا تخلو الساحة من شيطان يصد عن الهدى، فإذا جرى التضييق على الشيطان المارد قاموا بمهمة الذود عنه، هؤلاء هم شرذمة أشبهها بضفادع المستنقعات التي لا تظهر إلا عندما يتعكر صفو المياه ويقومون بالاصطياد بالمياه العكرة برمي سناراتهم الحاقدة التي تعبر عما في نفوسهم المريضة ومشاعرهم المليئة بالكراهية ليشعلوها بين تلك النفوس الشريفة.

نشاهدهم في كل حادثة وقد جردوا عن سواعدهم بخلق الهاشتاقات ونشر التغريدات والمقاطع المدبلجة القديمة والممثلة وينسبونها لأبناء الشعب السعودي الأصيل حتى يصلوا عن طريقها لمبتغاهم في تخريب العلاقات الحميمة بين الشعب السعودي وأشقائهم الشعب القطري حيث تأجيج رأس الفتنة تصديقا لحديث النبي صلى الله علية وسلم (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) صحيح مسلم 2812

كم شاهدت من مقاطع قديمة مستهلكة تمت نسبتها للمواطن السعودي ضد أخيه المواطن القطري استغلالا للأحداث القائمة، من هؤلاء الخونة المراقبين لتلك المياه العكرة والملوثة بسناراتهم المدمرة متخفون خلف أسماء وألقاب مستعارة لأنهم يعلمون بأن ما يقومون به من عمل هو شر مستطير عليهم.

المواطن السعودي الأصيل يعتبر أمن بلده وموطنه خطا أحمر لا يتجاوزه ولا يسمح لأحد أن يتجاوزه، فحكومة قطر انتهكت الشروط والمواثيق والعادات والدين وغدرت بالأيادي الحانية التي طالما وقفت معها وخلفها كثيرا عبر التاريخ مما جعلها تدخل نفسها في مأزق وتصفد كأنها شيطان مارد.

فعلى المواطن القطري أن يعلم ويعي بأن أخاه المواطن السعودي يكن له كل التقدير والاحترام، وأننا معهم عملا بقوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ونساندهم في تحقيق أمنهم واستقرارهم كما ذكر ذلك في مجلس الشورى الموقر بأن المملكة اتخذت قرارها الحاسم بقيادة ملك الحزم والحسم نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة سرا وعلنا طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي والتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الأمن والاستقرار بالمنطقة، مجددا التأكيد بأن المملكة ستظل سندا للشعب القطري الشقيق وداعمة لأمنه واستقراره بغض النظر عن ما ترتكبه السلطات في الدوحة من ممارسات عدائية.