عبدالغني القش

ولي عهد جديد.. مع تباشير العيد

السبت - 24 يونيو 2017

Sat - 24 Jun 2017

كانت ليلة السابع والعشرين من رمضان الجاري تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة، فقد شهدت مبايعة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بجوار بيت الله الحرام وفي كافة مناطق المملكة العربية السعودية.



وهذه الليلة مباركة بطبيعة الحال، وهي أرجى الليالي عند جمع كبير من أهل العلم، لتمثل نقطة هامة في تاريخ هذه البلاد المباركة.



ومن الموافقات أن يكون هذا الحدث قبيل عيد الفطر المبارك الذي يستقبله المسلمون غدا أو بعد غد على الأكثر، وهي فرصة مواتية لمبايعة سموه مع إزجاء الدعاء الخالص له بالتوفيق والسداد لتواصل هذه البلاد ريادتها ونجاح قيادتها، كما أنها مواتية لتهنئة الجميع بحلول هذا العيد الذي أشرقت أنواره.



ومع حلول العيد يتداول المتداولون في مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الجوال رسائل تتباكى على حال الأمة ووضعها المأساوي، بين تبعثر وتنافر وحروب وتفجيرات وتظاهرات وتقلبات، ويتباكون على هذا الوضع المحزن والحال المؤسف. ووصل الأمر بالبعض إلى إنكار الفرح والسرور بالعيد، في مثل هذا الوضع!



وهناك طرف آخر بدأ يتباكى على رحيل خير الشهور، وتصرم أيامه وأفول لياليه، ويتساءل عن حاله بعد هذه الأيام الفاضلة، وهل يمكن أن يفرح؟



وأما الثلة الثالثة فحجتهم الملل، وأنه لا جديد في العيد، ولم يعد أحد يقوم بالمعايدة كما هو الحال في الزمن السابق من حيث التزاور وتبادل التهاني!



وبودي أن أهمس في آذان هؤلاء وأمثالهم قائلا إن العيد شعيرة من شعائر الله، وهو بهجة النفوس، وفرحة يفترض أن تحياها الشعوب، فتتغلب على آلامها لتحقق آمالها، على الرغم من المآسي التي تعيشها الأمة، ليبقى العيد مناسبة سعيدة لإدخال البهجة على الأهل والجيران وصلة الرحم ومواصلة الأصدقاء، وفرصة مواتية للتجاوز عن الزلات والعفو عن الهنات وما يقع من سوء فهم أو تخاصم، ووقتا للتسامح والصفح، وهذا هو الهدي النبوي: إظهار فرح، وتكبير لله على منته، وشكر له على تمام نعمته.



وبحمد الله فإن مظاهر الابتهاج ما زال بعض منها باق، كتلك اللافتات التي تنتشر في شوارع مدننا للتهنئة بالعيد، وهذا عمل مشكور، ولكنه مكلف جدا وتقليدي، وقد بات مدعاة للتندر في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، فوسائل الإعلام والإعلان تطورت وباتت تستخدم الشاشات الكبرى كأسلوب عصري، وفي تقديري أن نشرها في أرجاء مدننا سيكون أقل كلفة وأجمل مظهرا ومنظرا، ويمكن استخدامها طوال العام وفي كل المناسبات، كما يمكن الإفادة منها كأوعية تثقيفية وتوعوية.



إن الاحتفاء بالعيد يضفي على النفوس البهجة، ويجعل المرء يقضي بعض الوقت في اللهو المباح، وهو أمر سائغ في شريعتنا، كما جاء عن نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، لكن الاحتفالات التي تقيمها بعض أمانات المدن ما زالت دون مستوى الطموح، ويبدو أنها لا تملك الإمكانات الكافية. وعزوف الناس عن الحضور يعزى لعدم وجود المكان المناسب في ظل أجواء الصيف الملتهبة، وهو ما يثبت الحاجة الماسة لوجود مراكز حضارية راقية ومجهزة تنتشر في أرجاء مملكتنا بدلا من القائمة حاليا من أماكن غير لائقة إطلاقا، وبخاصة في المدن الكبرى. والمفترض الإفادة أيضا من الصالات الثقافية التابعة للمدن الرياضية، مع التحفظ الشديد على دور الهيئة العامة للرياضة الغائب في مثل هذه المناسبات!



وأهمس في أذن أحبتي القراء ألا ينسوا إخوانهم من الوافدين والعمالة من المعايدة، ففي ذلك اليوم هم جميعا يقولون بلسان واحد وإن اختلفت لغته أو لهجته «عيدكم مبارك»، وبدوري أرددها لكم أحبتي القراء وأرجو قبولها مقدما «عيدكم مبارك، كل عام أنتم بخير».



[email protected]