عبدالله العولقي

العظمة الرياض لا الدوحة

الجمعة - 23 يونيو 2017

Fri - 23 Jun 2017

أشعر بالخجل وأنا أسطر كلمات المقال لأن المقارنة ظلم بين الحقيقة والوهم، وبين العملاق والمتعملق، وبين الأسطورة والحقيقة، إنها الرياض يا سادة!، بكبريائها العتيق وعظمتها الفعلية وتاريخها المشرف، بجلالة مؤسسها العظيم وأبنائه العظام، ولكن الدافع هو بعض الأقلام المأجورة في الصحافة العربية التي قارنت، فلنقارن نحن أيضا معها ولكن بمنطق الحق وسلطان الاتزان وبرهان العدالة.

منذ عقدين من الزمان، والدوحة تحلم بالعظمة حتى أصيبت بدائها وجنونها، ومن أهم سمات هذا الداء أنه يحارب العظماء الحقيقيين؛ لأنه يرى منجزاتهم الفعلية وصنائعهم العملاقة سدا منيعا تضعف وتتلاشى أمامه الأوهام المزعومة والعظمة المجنونة، ولذا استجمعت ما استطاعت من قواها للهجوم على المملكة العربية السعودية سرا وجهرا، دون مبرر منطقي أو برهان عقلي!

فلو تحدثنا عن المساحة، وهنا تتضح المقارنة أكثر، بين بلد قارة، مأهول بالسكان من أطرافه إلى أطرافه، وبين دويلة صغرى هي أصغر من أغلب مناطقه الداخلية بل ويتجمع 90% من سكانه في العاصمة الدوحة، إنه لأمر مخز أن تتحدث عن بلد قارة تتوفر فيه وبجميع مناطقه ومدنه مقومات الدولة الحديثة، وبين دويلة صغرى اختزلت نفسها داخل قناة إخبارية متخبطة!

وقد يتحدث أحدهم أن المساحة ليست معيارا في المقارنة، وأن المعيار الحقيقي هو التأثير في المنطقة، ولا يعلم الجاهل أن صناعة الفوضى ونكث العهود وعدم الالتزام والسلبية وانعدام المسؤولية هو الأمر الهين السهل، وأن الصعب هو الاتزان في السياسة والحكمة في القرار والحفاظ على دول الجوار والحرص على وحدة الكلمة والقرار، وهذا ما انتهجته المملكة العربية السعودية.

ما عسى دويلة قطر أن تصنع أمام المكانة الهائلة والعظيمة التي تحتلها المملكة العربية السعودية في قلب أكثر من مليار مسلم على ظهر البسيطة بصفتها الدولة التي شرفها الله عز وجل أن تحتضن أقدس بقاع الكون على أراضيها، وأن يرقد سيد الخلق والأنام وصحابته المبجلون تحت ثراها، إن هذه مكرمة إلهية ومنحة سماوية للمملكة العربية السعودية ولن تستطيع قطر ولا سواها أن تؤثر على هذه المكانة الدينية في قلوب المسلمين.

ولو تحولنا إلى وطننا العربي، نجد أن المملكة العربية السعودية من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية، ومن حينها ولمكانتها الكبرى وعظمتها أضحت مع شقيقتها جمهورية مصر العربية العنصرين الأكثر تأثيرا وفعالية في الجامعة طيلة الـ70 عاما، وأما دويلة قطر فنصف هذه المدة كانت ترزح تحت وطأة الاستعمار البريطاني بلا هوية، وأكاد أجزم أن أغلبية الشعب العربي حينها لم يكن يعرف اسمها، وقد ساهمت المملكة العربية السعودية حينها إسهاما فاعلا حتى تعترف بها دول العالم في مجلس الأمن، ولكن - وللأسف الشديد – لم نجد لذلك ذكرا عند أبواق الجزيرة!

توهمت الدوحة – وما أكثر الأوهام لديها – أن صناعة قناعة إعلامية ضخمة ستساهم في صناعة العظمة عندها!، وأنها إذا نالت من العظمة الحقيقية (الرياض) ستحقق مبتغاها وتنال مرادها، وطيلة العقدين الماضيين والجزيرة تبث وتدس السم في العسل، وبذلت جهودا مضنية في ذلك، ودفعت من الأموال ما يعادل بعض ميزانيات الدول، ولكن ما النتيجة؟! إنه الفشل الذريع الذي لاحقها حيثما ارتحلت، فما زادت الشعب السعودي إلا تكاتفا مع طوائفه، وتعاضدا مع فئاته، وتلاحما مع قيادته، فيا حسرتها على كل ذلك!

كما توهمت – ويال سوءتها – أنها باحتضانها للجماعات المتطرفة والتكفيرية قد تسبب أذى وضررا لجارتها وشقيقتها الكبرى، وما علمت أنهم الحبل الذي لفته حول عنقها وبنفسها!، ألم تعلم أن غاية أهدافهم الوصول إلى سدة الحكم، والتحكم في صناعة القرار، فكيف تحتضنهم وهم الخنجر المسموم في الجسد العربي والإسلامي؟ ألم تتعظ من صنيعتهم المخزية عندما احتضنتهم المملكة العربية السعودية في الستينات عندما شرع عبد الناصر بلف الحبال حول أعناقهم شنقا، فهرب الناجون منهم إلى المملكة التي استضافتهم وأعطتهم الأمان فكانوا – وللأسف - أول من طعنها وآذاها لأن الغدر أصيل في شيمهم وأخلاقهم، فعن أي عظمة تتحدث الدوحة، والعظمة الحقيقية لدينا هنا في الرياض.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال