خليجنا ناقص واحد

لا أعلم لماذا هذا الجموح السلبي من دولة مثل قطر النظام، مع كامل احترامنا الحكومي والشعبي للشعب القطري، ولا أفهم كيف سمحت لنفسها أن ترتمي في أحضان أعداء الأمة العربية، وهي أحضان من نار.

ولا أعلم لماذا لم تستح من تبني سياسات ضخمة ومعقدة أكبر من حضورها الدولي دون استيعابها لصغر حجمها الجغرافي، وما هي الإضافة النوعية الإيجابية لمؤسساتها الداخلية في الدفاع عن تواجد رؤوس التحريض الإخواني الإرهابي على أراضيها مع الدعم والمساندة لهم وتوفير كل متطلباتهم لتأليبهم الشعوب على حكامهم ونشر الفوضى في أوطانهم.. (فوق لنفسك يا عم القطري، الإخوان عاثوا في ديارهم فسادا وهربوا تاركين وراءهم ضحايا دمارهم وغبائهم، تتبناهم وتتبنى ضلالهم).

نتساءل بما فينا الشعب القطري الأصيل، كيف تتجرأ قطر على الخيانة والمؤامرة وارتكاب الحماقة تلو الحماقة وهي جارة لكل من تستهدف أمنهم واقتصادهم ومن تحاول النيل منهم بأي شكل لمجرد أنهم جيرانها وأبناء عمومتها وأبناء دينها الذي باعته بثمن بخس، هل هو حقد تاريخي دفين أم خبث يجري في العروق.

الدول الخليجية ليست بحاجة إلى نظام مثل النظام القطري يعاني من انفصام في الشخصية وحاكم متهور ارتضى لنفسه وحكومته بقبول أداء دور العرائس التي تحركها أيادي الأعداء ضد الأمة الإسلامية.

أحببناك يا قطر الشعب والجيش والفن والهوية العربية و(فايز التوش) و(يا ناس أحبه وأحب اسمع سواليفه) ومهرجان سوق واقف والجلسات الشعبية وقناة الريان وأحببنا انتصاركم في قرعة تنظيم كأس العالم 2022، لكننا يا أخي نشمئز من تصرفات النظام السابق والحالي، ونكابر بصبرنا الحكومي والشعبي لعل وعسى، مع العلم أننا تجاهلنا تصرفاتهم التي تنم عن جهل سياسي لا يرقى إلى مستوى مسؤولية دولة تحترم سيادتها واتفاقاتها وتحالفاتها ونظرة العالم لها وكأنها قالب مصغر للنظام الإيراني.

كنا نأمل أن يعقل النظام القطري ويفكنا من أفعاله الآثمة بحق شعبه الذي تلطخت سمعته بين الشعوب بسمعة نظامه وهو بريء من ذلك قبل أفعاله الآثمة بحق أمته. لم أكن أتوقع التصعيد المفاجئ من جميع الدول ضد الجارة وقلت في نفسي إن الأمر برمته محاولة وقيعة بين أبناء الخليج وسحابة صيف وسوء تفاهم و(مصارين البطن تتعارك)، حتى ظهرت على العلن خيانة النظام القطري لتحالف عاصفة الحزم بالمشاركة في العلن والتجسس وتسريب المعلومات والخطط للحوثيين في السر، وجعل من نفسه ثغرة مقصودة للأعداء ضد التحالف العربي، وذهب نتيجة الخيانة تلك شهداء من جيوش التحالف.

أغنية أهل الخليج الشهيرة (خليجنا واحد وشعبنا واحد) من أداء فرقة التلفزيون الكويتي يجب أن تبقى كما هي عند الاحتفال بالانعقاد السنوي لمجلس التعاون الخليجي بدون وجود قطر النظام، وبنفس لحنها الجميل وكلماتها المعبرة عن التلاحم والأخوة الخليجية، لكن في حال تم التصالح مع هذا النظام الذي لم ولن يتصالح مع نفسه فضلا عن تصالحه مع الآخرين فيجب أن تكون بداية الأغنية (خليجنا ناقص واحد وشعبنا واحد) مع تغيير في كلماتها ولحنها حتى تواكب الوضع الجديد للتواجد القطري في مجلس التعاون، فقطر النظام ستظل في القائمة السوداء خليجيا وعربيا لزمن طويل حتى تثبت حسن سيرتها وسلوكها وتحصل على درجات المواظبة كاملة.