علي الحجي

الإبحار بسلام.. والصورة تتحدث

الخميس - 22 يونيو 2017

Thu - 22 Jun 2017

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرا ملكيا بإعفاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف من منصبه كولي للعهد، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد.

قرار تاريخي جاء في وقت تمر فيه البلاد بأشد المراحل حساسية في تاريخها، حرب في اليمن، وصراع كسر عظم مع إيران والحكومة القطرية.

وفي ذات الوقت تبرز صورة أخرى أبهرت العالم للقاء بين ولي العهد السابق واللاحق، قدم فيها السلف البيعة للخلف، وتأتي تحية الشكر والإجلال والامتنان من الخلف للسلف، هذه الصورة المعبرة كانت أشد ما يكون على المتربصين الذين كانوا يأملون اختلال التوازن في هذا المنعطف، وللصورة دلالة كبرى أيضا على التناغم التام في مؤسسة الحكم في قراراتها، وأنها لا تعنيها الأسماء والمسميات بقدر الإبحار بسلام بسفينة الوطن إلى المكان الذي يليق بمكانتها الإقليمية والعالمية.

الأمير محمد بن نايف «قاهر الإرهاب» برز في مرحلة هامة كانت البلاد فيها تعاني موجات الإرهاب، فأمسك بحربة وزارة الداخلية وغرسها في نحور الإرهابيين، وجفف منابع سقياهم بالفكر والمال، حتى باتت شراذم همها الأول الهروب من الضوء.

وفي مرحلة جديدة وتحديات جديدة يأتي اختيار الأمير محمد بن سلمان لمنصب ولاية العهد كبصمة تأكيد على أن المملكة تمر بمرحلة تغيير وتحديث تتلاءم مع المرحلة القادمة وتحدياتها في الداخل والخارج. وقد أثبت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان روح المبادرة وقدرة ومرونة وحداثة وسرعة إنجاز في كل الملفات التي استلمها على كثرتها وتنوعها وحساسيتها، مما جعله رجل المرحلة لإعادة ترتيب ملفات الداخل والخارج بشكل يتناسب مع متغيرات المرحلة، لتعطي زخما أكبر يليق بمكانة المملكة في الداخل والخارج.

وكما قامت مؤسسة الحكم بواجبها في هذه المرحلة، فإن على باقي مؤسسات الدولة والمواطنين الانخراط بنفس السلاسة بواجباتهم، كل في مكانه، فالمعلم في مدرسته وزير تعليم، والطبيب في عيادته وزير صحة، والإمام في مسجده وزير شؤون إسلامية، بالمبايعة على السمع والطاعة، في العسر واليسر، والمنشط والمكره، فأداء الواجب، كل في تخصصه ودائرة تأثيره، هو الإسهام الأكبر العملي في السير بسفينة البلاد نحو الإنتاج والتنمية.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال