أحمد الهلالي

مليارات السعودية والأشقاء العرب!

الخميس - 22 يونيو 2017

Thu - 22 Jun 2017

أخي العربي المسلم نقدر غيرتك وحبك للسعودية، واهتمامك بكل شأن يخص هذا الوطن المحوري، ونعلم أن حديثك يأتي من باب اعتباره وطنك. وهذا الحب وهذه الغيرة يقتضيان منك التدقيق في اختيار مصادر معلوماتك، فعالم اليوم بالغ التعقيد، خاصة والمعلومة تتحرك في شتى الاتجاهات أيا كان مصدرها، وأيا كانت قيمتها وصحتها.



كثيرون ممن أعرف حبهم للسعودية واعتزازهم بها من الأشقاء العرب، يتحدثون عن زيارة الرئيس الأمريكي ترمب إلى المملكة كأول زيارة له خارج أمريكا بعد انتخابه، وهي سابقة في تاريخ الولايات المتحدة ألهبت صدور الكثيرين فرحا وحسدا، فدأب أعداء السعودية على محاولة تشويهها، ولي أعناق النصوص لإشعال وجدان المجتمع العربي والإسلامي على أشقائهم، حتى إن منهم من بغى وتطرف فسماها (جزية)، ووراء هذا التعبير ما وراءه من خبث.



عد معي بذاكرتك إلى قبل شهرين وزيارة الملك سلمان لإندونيسيا، وكيف استقبله الإندونيسيون استقبالا حميما يستحقه، ويعبر عن صدق محبتهم، ثم بعد زيارته للصين وإعلان الشراكات والعقود مع الشركات الصينية، تحدث الرئيس الإندونيسي بلهجة عتب دافئة، أن تلك العقود الضخمة لم تكن مع بلاده رغم أنه غطى رأس خادم الحرمين الشريفين بالمظلة أثناء المطر، لكن الرئيس يعلم أن عالم المال والأعمال لا يبرم عقودا عاطفية، فلو كانت الشركات الإندونيسية تنتج ما ينتجه الصينيون لما تجاوزها الملك إلى الصين.



كذلك الحال حين يتحدث المغرضون عن التعاقدات المليارية مع الشركات الأمريكية التي حضر ممثلوها بمعية ترمب، فالأمر لا يحتاج إلى تفكير أصلا، فالصانع الأمريكي جاء يعرض منتجاته التي تحتاجها السعودية، وبالمواصفات التي تريد، وباشتراطات توطين تلك الصناعات أو جزء منها بنسب حددتها المعلومات السعودية المنشورة.



وسؤالي لأخي العربي المسلم: هل تنتج دولة من الدول العربية والإسلامية، أو كلها مجتمعة تلك المنتجات أو بعضها بالجودة والمواصفات التي اشترطتها السعودية على الشركات الأمريكية؟ إن كانت إجابتك (نعم)، فأنت تجهل حال الأمة، وإن كانت إجابتك (لا) فأنت تتجنى على بلد تحبه وتعتز به، وأنت في ذات الوقت تعين الأبواق الحاقدة على النيل من السعودية دون وجه حق.



الحقيقة يا شقيقي أن هذه البلاد لم تتوان للحظة عن مساندة أشقائها، وتقديم دعمها السياسي والاقتصادي والإغاثي، دون التفات لكل ما يقال عنها إيمانا بواجباتها تجاه الأشقاء العرب والمسلمين، أما في الجانب التجاري، فإن استطاع أشقاؤنا إنتاج صناعات متطورة تحتاجها بلادنا فلن نذهب إلى الأصدقاء في تلك الحالة.



ahmad_helali@