جامعة الطائف تستعد للمستقبل

الأربعاء - 21 يونيو 2017

Wed - 21 Jun 2017

نعيش كما يقال في عصر المعرفة، حيث البقاء للأجدر وليس للأفضل، ومن هذا المنطلق كان لزاما على جميع المؤسسات والمنظمات السعي وراء هذا الهدف وإعداد العدة لمواكبة هذا الزخم المعرفي المتفجر والمتجدد، ومن هذه المؤسسات التي تسابق الزمن لمواكبة عصر المعرفة «جامعة الطائف» التي تسارعت فيها الخطى وتوالت فيها الأفكار لبناء المجتمع المتعلم المتسلح بالمعرفة والثقافة، لتحقيق رؤية الوطن ـ رؤية المملكة 2030 - فمنذ عام تقريبا ولا صوت يعلو على قرارات التطوير والتغيير وإعادة الهيكلة التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من الروتين اليومي في الجامعة، حيث بدئ العمل بإطلاق مبادرة #جامعة_الطائف_التي_نريد، لتصبح مساحة للتعبير الحر لمجتمع الطائف بجميع أطيافه.

وكعادة مجتمع الطائف كان في الموعد، فقد أعطى للجامعة تصورا عاما لما يريده، كان من نتائجه فتح قنوات التواصل المباشرة مع القيادات العليا في الجامعة وتخصيص موعد ثابت لاستقبال أولياء الأمور والطلاب ومنسوبي الجامعة التي لم تكن موجودة سابقا، بجانب إقرار لجنة حماية حقوق الطلبة، وتبني مبادرة #جامعة_ بلا_أسوار، بحيث تقدم الجامعة برامج وفعاليات موجهة للمجتمع المحلي، وإشراك طلاب الجامعة في القرار من خلال إتاحة الفرصة لهم للتصويت وإبداء الرأي إزاء القرارات التي تتطلع الجامعة لتنفيذها.

وكذلك مشروع التحول البرامجي الذي يهدف إلى تحوير البرامج الأكاديمية لتوافق متطلبات سوق العمل وتلبي الطموح، والاستغناء عن 250 عضو هيئة تدريس غير سعودي، وتعيين أكثر من 57 عضو هيئة تدريس سعوديا، من بينهم خريجون لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وتبني مبادرة تعيين الأوائل من الخريجين بشكل مباشر على وظيفة معيد، مكافأة لهم على اجتهادهم.

ولكي تستفيد الجامعة من طاقات أبنائها وبناتها لتحقيق #جامعة_الطائف_التي_نريد، وغيرها من المبادرات والبرامج. كل ما سبق لا يعني الكمال، فهنالك متطلبات أخرى ينتظرها مجتمع الطائف من الجامعة، وعلى سبيل المثال لا الحصر التوسع في برامج الدراسات العليا، وتهيئة أقسام التربية الخاصة واللغة العربية لاستقبال المقبولين في برامج الماجستير، وفتح برامج الدكتوراه لاستيعاب خريجي درجة الماجستير، وإعادة النظر في شرط امتداد التخصص، وأن يكون المتقدم متفرغا غير موظف عند التقديم على الوظائف الأكاديمية في الجامعة، لكي يكون معيار المفاضلة هو الكفاءة والجدارة فقط.

ومعالجة مشكلة نقل طالبات الجامعة بتخصيص حافلات لنقلهن أو التعاقد مع شركات متخصصة مجانا أو برسوم رمزية توفر وسائل مواصلات آمنة ومناسبة، وتوفير الخدمات الغذائية والترفيهية، وتوفير أماكن مناسبة للراحة للطلاب والطالبات داخل الحرم الجامعي، ومعالجة مشكلة مواقف طلاب الجامعة الذين يعانون الأمرين، مما تسبب في تأخرهم عن محاضراتهم وتكبدهم العديد من المخالفات المرورية التي أثقلت كواهلهم بسبب ندرة المواقف المخصصة لهم، وتبني مشروع لإحلال الكفاءات السعودية بدلا من الأجنبية، بحيث تكون الجامعة الداعم الأول لمعالجة بطالة أصحاب الشهادات العليا الذين تزخر بهم المنطقة بفضل الله بشكل أكثر فاعلية وبآلية واضحة للجميع، وتقديم برامج ثقافية ومعرفية وأسرية لكافة فئات المجتمع من خلال تفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية وغيرها من التطلعات والآمال التي يعقدها أهالي الطائف على جامعتهم.

ختاما ينتظر مجتمع الطائف الكثير من جامعة الطائف على الصعيد المعرفي والثقافي والمجتمعي، وكلنا أمل أن تحقق الجامعة نقلة نوعية في مدينة الورد.