شاهر النهاري

أنف حكومة قطر القصير

الأربعاء - 21 يونيو 2017

Wed - 21 Jun 2017

للأسف الشديد أن أحجية أنف بينوكيو الخشبي، الذي يطول مع كل كذبة ليست إلا أسطورة، وإلا لكان أنف حكومة قطر في استطالة متسارعة.



فرغم صدور قرار مقاطعة السعودية والبحرين والإمارات ومصر لقطر، وما تبع ذلك من مقاطعة اليمن وليبيا، وجزر المالديف، ثم سحب سفير دولة النيجر، وخفض الأردن لتمثيلها الدبلوماسي، وبلوغ عدد الدول المقاطعة 16 دولة، إلا أن حكومة قطر وجزيرتها مستمرتان بالكذب، وبأنف قصير مخادع.



الغضب العربي والعالمي يتزايد على حكومة قطر، بسبب ما يتم الكشف عنه من حقائق، وتسجيلات، ومقاطع تثبت تورطها في الإرهاب.



وكثير من الدول المعتدلة تحاول إفهامها أن أمرها بات مفضوحا، وأن مصداقية توبتها هي أقصر طريق للنجاة من أزمتها.



ويتوقع المراقبون أن دولا عربية وعالمية عديدة ستشارك في المقاطعة تباعا، نظير تضررها من الإرهاب، وتتقدمها دول أوروبية، ودول شرق آسيوية، وأستراليا، وكندا وغيرها.



وقد أضحكت حكومة قطر وقناتها الجزيرة العالم بإصرارهما على إنكار الحال، وتزوير ما قاله الرئيس الأمريكي صراحة عن أن حكومة قطر راعية تاريخية للإرهاب، ومطالبته بضرورة توقفها عن تمويل الإرهاب فورا، فما كان من مترجم الجزيرة إلا أن قفز على الترجمة، وعدل النص بكذب مبين.



حكومة قطر تعيش مرحلة نكران مرضية، ووزير خارجيتها محمد آل ثاني يحاول استمالة الدول العربية التي ما تزال حائرة، صامتة، بالإضافة لمن يمكن شراء مواقفهم من الدول العالمية، وهو في نفس الوقت يبذل نشاطات دبلوماسية جبارة لإقناع الشعب القطري بمصداقية لم يصدقها، إلا إيران ومن يدور في فلكها.



كما عاد للواجهة وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم، ليتجه منهكا لألمانيا في محاولة منه لاستثمار سوء الفهم بين ألمانيا والرئيس ترمب.



الموقف السعودي مستمر وثابت في مطالبة الدوحة بترك سياستها الحالية، ووقف تمويل الإرهاب، والعودة للعقل.



ووزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، يؤكد على أن ثقة الدول المقاطعة بدولة قطر «صفر»، ويطالب بوضع آليات لمراقبة أنشطتها الداعمة للإرهاب، موضحا أنه «يصعب الدفاع عن موقف المتآمر، وناكث العهود».



ويضيف: في عام 2014 حاولنا أن نفعل ما بوسعنا بالطرق الدبلوماسية، لكنا فشلنا، حيث لم يلتزم أمير قطر بما تعهد به، ومنذ ذلك الحين اتضح للعالم الخط الفاصل بين الإرهاب والتطرف، حيث لا توجد منطقة رمادية هناك، وأن التطرف والتشدد يقودان للإرهاب.



ويشير وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إلى أن قاعدة العديد الأمريكية العسكرية في قطر وجدت للدفاع ومساندة أمن المنطقة، وليست لمواجهة أو تهديد أحد.



الدول المقاطعة مجتمعة تصر في حال رضوخ حكومة قطر للواقع على أن يكون للعودة مراقبون دوليون لضمان عدم حدوث عمليات تراجع، أو خداع ظاهري، وهذا من أبسط حقوقهم، بعد ما عانوه كثيرا، حتى فقدوا الثقة في أعمال الحكومة القطرية.



سيرة حكومة قطر لم تكن ناصعة البياض في أي من أعمالها السابقة، بل كانت تداهن دول مجلس التعاون، ثم تطعنها من الخلف، بالتواصل مع أعدائها، ومع المعارضين لها فيها، وتدعم محاولات الانقلاب، وتدبر الاغتيالات المثبتة، وتخترق خصوصيات دول المجلس، وللأسف فإن أنفها يظل ثابتا لا يطول.