أطفالنا ضحايا الألعاب النارية

الثلاثاء - 20 يونيو 2017

Tue - 20 Jun 2017

بعض الآباء والأمهات لديهم دلال مفرط لأبنائهم فهم بذلك يدفعونهم إلى المخاطر من حيث لا يشعرون. فهم ينفقون الأموال لشراء الألعاب النارية والمفرقعات الخطيرة لهم، مبررين فعلهم الشنيع بقولهم (نـفرح الأولاد في يوم العيد) فبئس ما صنعوا، لأنهم حولوا المناسبات السعيدة والأعياد المباركة إلى مآتم وأحزان. ناهيك عن الإسراف والتبذير المنهي عنه في كتاب الله عز وجل، قال تعالى (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) 31 سورة الأعراف.

أليس هذا الإنفاق غير المشروع وتبديد الأموال فيما لا فائدة فيه ضرب من كفران النعم؟. وليت هذا فحسب بل هناك ما هو أشد مرارة وحسرة حينما يجلب هؤلاء الآباء التعاسة والشقاء لأنفسهم وأهليهم بفقـد فلذة كبد لهم، أو التسبب لأحد أفراد الأسرة بعاهة مستديمة جراء العبث بالألعاب النارية من صواريخ ومفرقعات لا يؤمن جانبها. فتتحول الأفراح إلى أحزان في غمضة عين.

إن من يزور المستشفيات في أيام العيد يشاهد مناظر تقشعر منها الأبدان من كثرة حوادث السيارات والألعاب النارية وحوادث الغرق، وأغلب المصابين من الشباب وصغار السن الذين هم في عمر الزهور. فمن بدد هذه الورود اليانعة وفلذات الأكباد؟ إنهم بعض الآباء والأمهات الذين أسرفوا في دلال الأبناء فأصبحوا اليوم يلطمون الخدود ويعضون أصابع الندم لأنهم كانوا سببا في هذه الحوادث المؤلمة، لقد جلبوا التعاسة لأولادهم وبناتهم بأموالهم وسوء تصرفاتهم مع إيماننا الكامل بقضاء الله وقدره.

والذي يحز في النفس أن بعض هؤلاء الآباء من المثقفين والتربويين المحسوبين على المجتمع ولكنهم ضعفوا أمام رغبات أولادهم وفرط الدلال غير المنضبط لفلذات أكبادهم. نسأل الله السلامة والعافية من عاقبة الأمور.