مهارات التفكير لخيارات حياتية أفضل

الثلاثاء - 20 يونيو 2017

Tue - 20 Jun 2017

لا بد لك كفرد أن تكون في تطور مستمر، وأن تحفز نفسك على اتخاذ القرارات الجيدة في الوقت المناسب، ولا شك أن تكون قارئا ومتعلما سريعا، وقادرا على الاحتفاظ بالمعلومات لفترة طويلة، أمر رائع بالفعل، لكنه لا يكفي لكي تكون ناجحا بحق.

كل فرد منا يواجه كل يوم مشكلات تتفاوت في حدتها، وتستنزف منا الوقت والجهد والأعصاب، وكثيرون يمضون وقتا طويلا في التفكير في المشاكل والخوف من عواقبها، لدرجة أنهم لا يجدون في النهاية الوقت اللازم لعلاجها.

ومن الأمور المهمة التي ينبغي على الفرد إدراكها وهو بصدد التعرف على المشكلة الأساسية وأبعادها، هي تحديده لطبيعة الموقف الذي خلق المشكلة، ودرجة أهمية المشكلة، وعدم خلط أعراضها وأسبابها، والوقت الملائم للتصدي لحلها واتخاذ القرار الفعال والمناسب بشأنها.

ولا شك أننا لكي نفهم المشكلة فهما حقيقيا، واقتراح البدائل المناسبة والحلول المتاحة لحلها يتطلب ذلك الحصول على أكبر قدر ممكن من البيانات الدقيقة والمعلومات المحايدة والملائمة زمنيا من مصادر مختلفة، ثم تحليلها بدقة من قبل صانع القرار مع مقارنة الحقائق والأرقام للخروج بمؤشرات ومعلومات تساعده للوصول إلى القرار المناسب.

إن التدريب على مهارة التفكير أصبح آلية هامة وضرورية للمجتمع المعاصر، وتحديد البدائل والحلول المتاحة والخيارات الأفضل يتوقف على عدة عوامل منها الفلسفة التي تلتزم بها، والإمكانات المادية، والوقت المتاح أمام متخذ القرار، وقدرته على التفكير المنطقي والمبدع، الذي يعتمد على التفكير الابتكاري من خلال التصور والتوقع وتوليد الأفكار مما يساعد على تصنيف البدائل المتواترة وترتيبها واختيار الحل الأمثل.

إن اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب قد يكون سبب نجاحك، ومن هنا فقد يكون فنيا التفكير السريع هو الملجأ الوحيد، وقد يكون ضرورة في ظل ما نعيشه اليوم في عصر السرعة. الأشخاص الذين تعلموا أسلوب التفكير السريع أصبحوا يشتهرون بلقب صانعي القرارات، فقد أصبحوا يتمتعون بالقدرة على تحليل أي موقف أو مشكلة في لمح البصر والتوصل إلى الحل أو القرار السليم.

ولا نغفل عن مهارة التنبؤ التي تستخدم من جانب شخص يفكر فيما سيحدث في المستقبل؛ أو أنها تمثل عملية التفكير فيما سيجري في المستقبل من خلال التنبؤ بالنتائج الممكنة أو المحتملة من حدث أو مجموعة من الأحداث، ويعد التنبؤ أنه التوقع في حدوث أمر ما في المستقبل بأنواعه الثلاثة: التنبؤ بالاتجاهات والظروف العامة، والتنبؤ بآثار حدث معين، والتنبؤ بنتائج الخيارات والبدائل لمشكلات معينة.

وقد شهدت السنوات الأخيرة تركيزا قويا على غرس مهارات التفكير وتعلم كيفية تحديد الافتراضات غير المحددة، وبناء أو طرح الأفكار والآراء العديدة والدفاع عنها، وفهم العلاقات بين الحوادث والأفكار المختلفة. فالتفكير عملية راقية في تطور الفرد وتقدم المجتمع على حد سواء.