نجوم ريادة أعمال حقيقيون

الثلاثاء - 20 يونيو 2017

Tue - 20 Jun 2017

مفردة ريادة الأعمال لدى الشباب السعودي أصبحت دارجة ولدى الكثير منهم أصبحت غاية. فإن تكن غاية فهذا بلا شك أمر إيجابي وأتمنى أن يحققوا غاياتهم ليصبح لدينا شباب يخلقون الوظائف لا يشغلونها فقط. أنا هنا لست بصدد التحدث عن هذه المفردة فلست مختصا بذلك، ولكني سأتحدث عنها كظاهرة اجتماعية. الذي شجعني لكتابة هذا المقال، هو مشاهدتي للقاء مع الريادي فيصل الخميسي في برنامج من الصفر مع المقدم المميز مفيد النويصر.

قصة كفاح فيصل ملهمة وتستحق أن تنشر، والعجيب فيها أنني كنت أتابع فيصل في تويتر لسنوات، ولكن كغيري لم أكن أعرف عنه إلا القليل، فلم يكن يتحدث عن قصص نجاحه بل كل ما يكتبه في تويتر آراء حول مواضيع عامة. وهذا يذكرني بقصص مشابهة في وطني لم ينشغل أبطالها بالظهور ولكن كفيصل ركزوا على النجاح فهو غايتهم الأهم لا الظهور الإعلامي. ومن القصص المشابهة، قصة رياديي الأعمال الثلاثة رائد وعبدالله وأحمد، وهي قصة أعتقد أني قريب من أحداثها ومتابع لتطوراتها، ولكن يجهلها الغالبية.

بعد تخرجهم في الجامعة، عمل الثلاثة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات كموظفين لمدة تزيد على 7 أعوام، وأثناء عملهم كموظفين، أنشأ اثنان منهم منتجا في ملحق بيت، أما الثالث فآمن بفكرتهما ليترك عمله وينضم لهما ليتحول المنتج إلى شركة أسست عام 2008 توظف عشرات السعوديين بمبيعات تفوق عشرات الملايين.

أتحدث عن شباب آمنوا بأن لديهم القدرة والكفاءة لا أن ينافسوا في السوق المحلي فقط، بل هدفهم تقديم حلول تقنية للعالم فحققوا حلمهم بمنافسة كبرى الشركات العالمية التي تقدر بمليارات الدولارات. هذه الشركة السعودية طلبت ودها شركات استثمارية عالمية، ولكن طموحهم يفوق ما عرض عليهم. عرفت بعض من المؤسسين وشاهدت التعب والجهد المبذول في البدايات، ولاحظت التطور الملحوظ والنجاحات التي واكبت هذه الشركة. وسعيد جدا بأن هذا النجاح الهائل لشركة كل موظفيها من الشباب السعودي.

ذكرت هذه القصة للتوضيح أن هناك شبابا منجزا وملهما، وعلى الإعلام أن يبحث عنهم ويستخرج قصصهم وينشرها للاستفادة منها، وإلهام الآخرين بها، وألا ينتظر من رائد الأعمال الإعلان عن نفسه، فرائد الأعمال الحقيقي هدفه النجاح لا الشهرة. أقول ذلك لأنه وللأسف استغل البعض ظاهرة ريادة الأعمال ليبحث عن نجاحات ولو كانت وهمية ليقدم نفسه للناس كقصة نجاح، ثم يساعدهم الإعلام ويعرضهم كقصص ملهمة ركيكة لدرجة أن «الناجحين» أصبحوا أكثر شهرة من منتجاتهم وشركاتهم. وما زال يتكرر ظهور هؤلاء «الناجحين» إلى أن أصبحوا من نجوم الإعلام الجديد بدلا من نجوم ريادة الأعمال.

قفلة: أقول لمفيد النويصر شكرا لتقديمك نماذج ملهمة في رمضان، وأقول لفيصل الخميسي كثر الله من أمثالك، وأقول لمن تابع «من الصفر» لا يهم من أين يبدأ المرء، بقدر ما يهم إلى أين يصل.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال