عبدالغني القش

الإعلام القطري.. لا جدوى من المغالطات!

السبت - 17 يونيو 2017

Sat - 17 Jun 2017

منذ أن أعلنت حكومة هذه البلاد قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، والإعلام القطري – كعادته – يحاول بيأس وبؤس المغالطة من خلال وسائل إعلامه المتعددة.



لكن إعلامنا – وأقولها هذه المرة بقناعة – بات يقظا لكل ما يشاع، يجابه كل مكيدة فيكشفها ويدحضها، ويذهب لأكثر من ذلك فيفند الأكاذيب من خلال مهنية راقية؛ فلا يكفي الرد الكتابي بل من خلال مقاطع بالصوت والصورة حتى لا يترك مجالا للإعلام المضلل للتحرك.



أقول ذلك بعد أن شاهدت مقطعا لمذيع تلفزيوني شهير يلتقي بأحد قيادات الحج والعمرة، ويسأله عن بعض ما أشيع من رد المعتمرين القطريين وعدم السماح لهم، وغيرها من الأكاذيب، فكان الرد جازما بالنفي القاطع، وأن التعامل يتم مع معتمر يرتدي لباس الإحرام دون النظر إلى جنسية أو لون أو لغة أو أي اعتبارات أخرى.



وهنا بادرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالتأكيد على تيسير أداء الإخوة القطريين لمناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف كنظرائهم من المسلمين، وجميل أن تتسم الردود بلغة الأرقام التي لا تقبل التشكيك.



هذا غيض من فيض بل هو مثال لرد فرية حاول البعض تمريرها ووقف لها إعلامنا بالمرصاد.



إن إعلامنا اليوم أمام مهمة صعبة، فهو على المحك، وأمامه امتحان صعب، فمجابهة إعلام كإعلام الجزيرة وغيره يستلزم بذل المزيد من الجهد والتفاني لبيان الحق وجعله أمام الجميع، وتوضيح المواقف بكل شفافية ووضوح.



والجميع يطالع ما قام به ذلك الإعلام الموغل في تغيير الحقائق وتشويه الصور من مهاجمة هيئة كبار العلماء ووصفها بأوصاف مشينة، ولم يكتف بمهاجمة العلماء بل تجاوزه لأئمة الحرمين حتى وصلوا لخطباء المساجد، والعجيب هو ادعاء السلفية بعد ذلك كله!

وكم هو جميل أن تواصل بعض منابرنا الإعلامية تحقيقاتها وبمهنية عالية فيما يتعلق بما قامت به بعض الجمعيات والجهات القطرية في دعم الإرهاب، ومن خلال ما يعرف بالأعمال الخيرية أو الجهود الإنسانية، وهي محاولة للتلبيس؛ حيث تبين بعد ذلك أن ذلك كله ما هو إلا دعم للدواعش وغيرهم من الجهات والجبهات والجمعيات التي لا تريد خيرا بالأمة، بل تسعى لتدميرها.



وكان من اللافت التوصل لذلك من خلال أرقام وأعمال بل ومقاطع في دول متعددة، فكانت دامغة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.



إننا في مرحلة إعلامية لا تقبل الركون أو التجاهل، فإظهار الحقائق يحتاج لعمل مضن وجهد مكثف، وحين تعلن تلك الوقائع فلا يملك المدان ألا أن يفغر فاه، وكم أعجبتني بعض العناوين التي تصدرت صحفنا من مثل خلط الأوراق لن يوقف كشف الحساب، وقطر حان الوقت لأن نقول كفى، وغيرها من العناوين التي تنم عن توصل لبواطن الأمور وخفايا الكواليس، وقد انخدع الكثيرون بما كانت تبثه قناة الجزيرة وغيرها من تزييف للحقائق وتلبيس على المشاهد.



أما إعلان قائمة الجهات الـ12 والأشخاص الـ59 الذين يقفون وراء الإرهاب فقد كانت في واقعها مؤلمة لهم، ولم يكونوا يتوقعون ذلك، لكن هذا المقصود بالاحتراف في التعامل والمهنية في الأداء، وذلك حين تستعمل عنصر المفاجأة في التوقيت المناسب. وتبقى بلادنا شامخة ونبراسا في التعامل الإنساني، حيث وجه الملك سلمان بمراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة السعودية القطرية تقديرا منه – أيده الله – للشعب القطري الشقيق.



وبالعودة لإعلامنا فإن أمامه مهمة شاقة لمواجهة الشائعات والافتئات، وهو قادر على دحضها بعزيمة رجاله وبمقدراته وقنواته ووسائله، والجميع يراهن على نجاحه.



[email protected]