عبدالله قاسم العنزي

أدبيات هيئة المحامين.. الاستراتيجية والمرونة

الجمعة - 16 يونيو 2017

Fri - 16 Jun 2017

لا تستغرب حينما أقول لك إن أكثر مصطلح تتداوله المنظمات في أدبياتها هو «التخطيط»، لدرجة أننا لا نجد مجالا في القطاعات الصناعية والخدمية إلا ويكون مصطلح التخطيط ظاهرا، بل تجاوز الأمر في هذا المصطلح حتى أصبح يستخدم على المستوى الشخصي، وكثيرا ما نسمع بالتخطيط الشخصي ولكن ليس هذا موضوع حديثنا.



الحديث حول رسالة الهيئة السعودية للمحامين، المعبرة عنها بأنها «بناء مجتمع مهني قادر على تقديم خدمات قانونية احترافية للجمهور؛ لتحقيق العدالة وبناء وتنمية الوطن»، وتناولنا لهذا الموضوع يأتي في سياق توقعات المحامين والمشتغلين بالشأن الحقوقي ماذا ستقدم الهيئة؟ ولربما هنالك تساؤلات أخرى إزاء هذه التوقعات حينما تقرأ رسالة هيئة المحامين التي قدمتها لمجتمعها كوسيلة تواصل معهم كيف يكون بناء المستفيدين من خدمات الهيئة ليكونوا قادرين على تقديم الخدمات القانونية باحترافية؟.



الجواب ببساطة تجده في سلوك هيئة المحامين حينما تكون متجها نحو بناء خطط تدريبية وبرامج تثقيفية مجدولة بمراحل زمنية لا تقتصر على المبتدئين بل تشمل فوق ذلك من المحامين ذوي الخبرة وغيرهم ببرامج تأهيل معرفي وقانوني وشخصي لتساعدهم على التكيف مع مختلف الخدمة التي يقدمونها ومختلف نوعية عملائهم، ولكن حينما تبتعد المنظمة دون أن تشعر عن أدبياتها وتوجهها الاستراتيجي فإنها تقع في منعطفات حرجة تجعل من رسالتها التي خاطبت بها عملاءها والمستفيدين رسالة مشوشة تعطي توقعات عكسية وانطباعا غير إيجابي.



ويثير ما سبق في نفسي رغبة في توضيح نقطة جوهرية من أن الرسالة الاستراتيجية هي خطاب مرن تتقدم به المنظمة، كوسيلة تواصل مع مجتمعها وعملائها بكافة مستوياتهم لتفهمهم كيف ستلبي احتياجاتهم، ومن الفن في التخطيط أن تتغير رسالة المنظمة بين الحين والآخر بحسب الظروف المحيطة في بيئتها الداخلية والخارجية لأن القاعدة الاستراتيجية في التخطيط «إذا تغيرت الظروف المحيطة بالمنظمة تغيرت الاستراتيجيات»، ولاعتبار رسالة المنظمة هي خطاب مكتوب تغلب فيه الألفاظ التي تلامس أحاسيس ومشاعر عملاء المنظمة لتخلق منهم شركاء داعمين لها حالة أصبحت هذه المنظمة مصدرا وحيدا لتلبية احتياجاتهم.



وإن المحامين وغيرهم ممن يشتغل في الشأن الحقوقي سواء من أساتذة كليات الحقوق أو المحققين أو المستشارين وغيرهم حينما يجدون أن الهيئة السعودية للمحامين لا تعيش حالة انفصام بين أدبياتها وسلوكها المؤسسي وأنها هي المصدر الوحيد لتلبية احتياجاتهم المعرفية والقانونية من خلال استراتيجياتها ومرونتها في برامجها، فإنهم سيكونون شركاء لها وداعمين رئيسيين لمسيرة نجاحها.. طابت لياليكم وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام.