صحيفة إيران القطرية!

الجمعة - 16 يونيو 2017

Fri - 16 Jun 2017

عندما تترك العقارب القطرية عشرين عاما وهي تلدغ الدول العربية واحدة تلو الأخرى، حيث أدمنت على نفث سمومها في جسد الأمة ولم تعد قادرة على كبح تلك الغريزة العدوانية فإنها حتما ستتمادى في غيها.

وها هي جريدة الراية الإيرانية، عفوا القطرية! تطل علينا بعنوانها الحقير عن هيئة كبار العلماء السعودية، الذي أترفع عن ذكره، فقمة التناقض أن يهاجموا هيئة رئيسها وريث العلم عن جده الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الذي أطلقوا اسمه على أكبر مساجدهم، تأكيدا على مكانته العلمية وفضله، بل يدعون أنهم من أحفاده ويهاجمون نخبة من العلماء الذين كانوا يتسابقون على استضافتهم في الدوحة ليقيموا لهم المحاضرات فقط، لأنهم قالوا الحق في مواقفهم السياسية، أو حتى فقط دعوا لقيادة المملكة بالتمكين وعلى أعدائها بالخذلان.

نعم إن العقارب القطرية عندما قلمت أشواكها السامة أصبحت تتخبط، لأنها وبكل بساطة لا تستطيع أن تخرج سمومها كما كانت تفعل من قبل.

مهلا صحيفة الراية فلم يعد الإعلام القطري في موقف الهجوم، بل أصبح مدافعا مرتبكا، عندما تخلى الحكماء عن صمتهم ونفد صبرهم، حيث قطعوا كل الأذيال، وقلموا كل الأشواك، ونسفوا كل الأبواق، وأظهروا الحقائق، وكشفوا وجوه المرتزقة الذين استوطنوا قطر على حساب أهلنا الأعزاء فيها، وصارت قطر بأيديهم رهينة، ليتفرغوا لتصفية حساباتهم مع بلدانهم التي طردتهم، وجعلوا القيادة القطرية تتبع آراءهم وأفكارهم الهدامة، وعاثوا في الأرض فسادا. أشعلوا النار باسم الربيع العربي، وغرروا بالشعوب باسم الحرية، ومولوا الصراعات في كل الأوطان العربية، وحالفوا الأشرار في كل بلاد، ووفروا لهم الدعم والرعاية المالية، وجعلوا منابرهم الإعلامية منصات لنشر أفكارهم الهدامة.

أدوارهم مزدوجة، مراسلوهم يبثون تقاريرهم من إسرائيل. وعلى الطرف الآخر ينوحون على ضحايا فلسطين، ومراسلهم يجري لقاء مع قائد القاعدة في جبال أفغانستان، شعارهم الرأي والرأي الآخر، ولا يتجرؤون على أن يكتبوا حرفا واحدا عن الشاعر ابن الذيب الذي حكم عليه 15 عاما في قطر من أجل رأي قاله في قصيدة. ينعتون الدول الأخرى بالعمالة وقاعدة السلية تنطلق منها طائرات أمريكية لتسقط دولة العراق بلاد الرافدين الصامدة في وجه أتباع الخميني من أجل أن تحتلها إيران.

ويبثون حوارا مباشرا مع وزير الإعلام العراقي الصحاف والصواريخ تسقط فوق وزارة الإعلام العراقية قادمة من قطر. يتظاهرون بأنهم يدعمون فلسطين ومكاتب إسرائيل تفتح أبوابها في الدوحة، ووزير خارجيتهم يلتقط الصور التذكارية في تل أبيب، والرئيس الإسرائيلي يحل ضيفا على الدوحة، وتحضر قيادة قطر مع الأشقاء في قممها الخليجية وتتفق معهم على أشياء وتنفذ ما يناقضها. إنه الانفصام السياسي والازدواج المريب! إنه الإحساس بالنقص كدولة صغيرة تتطلع لتلعب دور الكبار.

وأشعلت النار بتونس الخضراء، وأحدثت الفوضى بمصر الحضارة، ونشرت الرعب في ليبيا المختار، وجعلت سوريا موطنا للإرهاب والدمار، وقدمتها ضحية لبطش بشار، وسلمت اليمن للحوثيين. كل هذا حدث باسم الحرية التي لا يطبقونها في بلادهم. حاولوا عبثا أن تمتد أيديهم لجيرانهم، حيث صبر عليهم حكام الخليج مرة تلو الأخرى حتى نفد الصبر بعد أن كادوا أن يسقطوا البحرين لصالح إيران لولا الله ثم تدخل درع الجزيرة في الوقت المناسب، ليقوم بالدور الذي أنشئ من أجله، وذلك حماية لأمن دول الخليج.

وعندما تساقطت أحلامهم كأوراق الخريف حيث إن عملاءهم في كل بلدان الثورات سقطوا عندما اكتشفت الشعوب أهدافهم الحزبية وعمالتهم الأجنبية وذهبت مئات المليارات التي أنفقوها أدراج الرياح بفضل مواقف السعودية والإمارات مع الشرعية والشعوب العربية خرج المطرودون من بلدانهم بغطاء من الحكومة القطرية ليعودوا لنفث سمومهم في دول الخليج العربية، ولكنهم فوجئوا بأن زمن الحلم انتهى وجاء زمن الحزم مع ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكام الإمارات والبحرين ومصر، ليقلبوا الطاولة على رؤوس دعاة الفتنة، ويفضحوا مكائدهم، ويقاطعوهم ليعرفوا حجمهم الطبيعي، وينسفوا عمل عشرين عاما من المكر في أسبوع. وقد اتضح صدق معلومات دول المقاطعة، حيث إن قطر لم تتردد لترتمي في أحضان حلفائها إيران وتركيا، ليكون اللعب على المكشوف.

ورغم أنها حاولت أن تلعب دور الطيب في بداية المقاطعة إلا أن العقارب عادت لتخرج من جحورها وتمارس هوايتها المفضلة، متقمصة على غير العادة دور الضحية، فهل سيصدقها العالم أو يقف معها؟ لا أظن، فدورها انتهى، حيث نفذت المخططات على أكمل وجه لتفكيك العالم العربي، وحان الآن وقت التخلي عنها على الأقل سياسيا من قبل من استخدموها لتنفيذ تلك المؤامرة الكبرى التي تسمى بالربيع القطري، عفوا الخريف العربي. وإن استمرت قطر بهذا الموقف السلبي فسوف تفقد مكتسباتها الداخلية أيضا، والتي تم بناؤها خلال سنوات عديدة ودفعت لها أموال طائلة.

وفي الختام لعل قطر تتحرر من مختطفيها لتعود خليجية كما كانت من قبل، حيث أصبحت الآن خليجية فقط بموقعها الجغرافي وشعبها الأصيل.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال