حكومة قطر.. لماذا؟!

الجمعة - 16 يونيو 2017

Fri - 16 Jun 2017

لن أتطرق للبحث في أسباب انتهاج حكومة قطر هذا النهج العدائي الغادر مع كثير من الدول العربية من خلال دعمها للفوضى وثورات الخريف العربي، فهذا يمكن أن يذكر له الكثير من المبررات غير المنطقية، لكن سأحاول البحث في سبب العلاقة التي جعلت المتناقضين المتضادين والمتحاربين علنا إلى أن تكون حكومة قطر صديقا مشتركا لهم.

حكومة قطر لها علاقتها بحركة الإخوان المسلمين وكذلك بعض الليبراليين، لها علاقتها مع حماس وكذلك علاقة مع الكيان الصهيوني، لها علاقتها مع إيران التي تحارب في العراق ويتوعد أذنابها هناك دول الخليج، وهي عضو في مجلس التعاون الخليجي، تدعم حزب الشيطان وتعمر له الضاحية ثم تتباكى على القصير في سوريا، تشارك التحالف العربي في اليمن وتدعم الحوثي.

هذه المتناقضات نحن فيها بين افتراض أمرين فيما يخص حكومة قطر، فالافتراض الأول أن حكومة قطر تدعم أحد النقيضين بصدق، وبالتالي يكون دعم نقيضه هو اتقاء لشره، أما الافتراض الثاني فإنها تمارس النفاق (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) (143 النساء) أي كما يقال – يلعبون على الحبلين- (الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين) (141 النساء).

أما فيما يخص الأضداد المتحابين في حكومة قطر فهذه حالة عصية على الفهم إلا إن افترضنا أنهم يخادعون حكومة قطر وهي تخادعهم، ويعلم كل منهم أنه يستغل الآخر ولمرحلة معينة حين جني الثمار ليغدر كل منهم بحليفه، وهنا يجب أن نفترض أنهم جميعا يعرفون ذلك وراضون بهذا الوضع، فإن كان الحال هو ما افترضناه فمن منهم يمكن أن يثق به المواطن البسيط الذي يرى في قادته الشرف والمبادئ التي تستحق التضحية والفداء.

موقف المواطن البسيط هو المحير في حالة المنتمين لهذه الأضداد، إذ كيف يقتنعون بأن حكومة قطر داعمة لمشروعهم وهم يرون رأي العين أنها تدعم الطرف المضاد لهم، كيف اقتنع أتباع حركة الإخوان والمتعاطفون معها بأن حكومة قطر داعمة لهم وهي تدعم حزب الله في لبنان، وفي نفس الوقت أيضا تستضيف الصهاينة في قطر، بل شاهدوا كيف زار الصهاينة قناة الفتنة الجزيرة، فأي شرف وأي عقل يثق بدعم هذه الحكومة، أيضا كيف لأتباع جماعات الحركيين أن يثقوا بحكومة هي من أدخل نجاد إلى قمة مجلس التعاون الخليجي، (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) (الأعراف179) بل أعظم من ذلك كيف لهم أن يثقوا بجماعة لما حكمت مصر أدخلت نجاد إلى الأزهر ليرفع شعار النصر من هناك - صورة لما رأيتها اقشعر جسمي-.

يبقى السؤال: لماذا يتعاطف بسطاء الجماعات مع حكومة قطر؟ ما السر الذي جعل المتعاطفين مع هذه الجماعات يغضون طرفهم عن هذا التناقض الصارخ؟

هل يستطيع الإعلام أن يغيب العقل إلى هذا الحد؟

أم إن هذه الجماعات استطاعت تسخير محبيها للطاعة العمياء؟ أم ماذا؟