ناصر عليان الخياري

قطر لم تستوعب الدرس!

الجمعة - 16 يونيو 2017

Fri - 16 Jun 2017

الأزمة القطرية التي تعصف اليوم هي الأعمق في تاريخ المنطقة. كنا نعتقد أن دول الخليج قيادات وشعوبا قد استفادت من تجربة احتلال العراق للكويت وما ترتب عليها من آثار وأضرار جمة لعل من أهمها شق الصف العربي وتلاشي حلم الوحدة العربية. بالجانب الآخر كنا نعتقد أن تلك التجربة قد عززت الوعي السياسي للتشبث بمبدأ ضرورة الوحدة الخليجية، وإدراك أن مصير دول الخليج واحد.

حيث إن استقرار المنطقة وأمنها هو مسؤولية قادة دول الخليج. إذ لعب مجلس التعاون الخليجي دورا مهما إبان أزمة احتلال العراق للكويت. انطبعت تلك الأزمة بانطباع الخيانة والغدر والخروج عن كل القيم الإسلامية والعربية والإنسانية بل وكانت مفاجئة للعالم كله فما فعله صدام حسين كان عملا مستنكرا عند كل عاقل شريف.

لكن يبدو أن القيادة السياسية في قطر، لم تتعلم من ذلك الدرس شيئا. فقد ظهرت بعد سنوات قليلة من انتهاء الاحتلال وعودة الكويت، بممارسات سياسية ضد المنطقة. فبدأت تغرد خارج الوفاق الخليجي، بل أخذت في مناكفة دوله دون أي اعتبار للروابط المشتركة بين شعوب الخليج، ودون مراعاة المصالح الخليجية المشتركة ووحدة المصير المشترك.

إذ أخذت تتبنى سياسات تضر بدول المنطقة، بل استفحل بها الأمر إلى دعم جهات مشبوهة متطرفة تسعى إلى تدمير دول المنطقة. مؤلم جدا للمواطن السعودي أن يستمع إلى محادثتي حمد أمير قطر السابق وحمد الآخر رئيس وزرائه ووزير خارجيته أيضا وهما يتآمران ويحرضان ويعلنان للقذافي أنهما يكيدان ويتآمران لإسقاط نظام الحكم في السعودية وخلق الفوضى والخراب والدمار، وأنهما يبذلان لهذا كل ما بوسعهما من مال ونفوذ سياسي ودعم للمعارضين والخونة والجماعات الإرهابية.

تلك المحادثتان ليستا مجرد خبر، بل هما دليل قاطع لا يقبل الشك، لما كانت تمارسه تلك القيادة القطرية طيلة عشرين عاما وهي تصبو لتحقيق حلمها بتدمير السعودية.

ظلت القيادة السعودية حليمة كعادتها، لا تريد شرخ البيت الخليجي، ولا تحب تكدير الصفو الخليجي، لكن عشرين عاما من الصبر والحلم، لم تدفع القيادة القطرية بالرجوع إلى الوفاق الخليجي وإلى التوقف عن مراهقتها السياسية وسفاهتها بحلم الزعامة الذي لم تكن القيادة السعودية ضده أصلا. فليس لدى المملكة إشكالية في أن تبرز أي دولة عربية وتتصدر المشهد السياسي طالما أن تلك الزعامة قائمة على أصول وأسس صحيحة وشريفة. أما أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه من ممارسات القيادة القطرية لتفتيت المنطقة وتدميرها؛ فإن المملكة ومعها دول الخليج لا بد أن تتخذ موقفا سياسيا حازما تحمي به المنطقة وشعوبها.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال