آلاء لبني

ومن أحياها

الجمعة - 16 يونيو 2017

Fri - 16 Jun 2017

تجبر الحروب آلاف الأسر على النزوح بسبب العنف وضياع الأمان، يجوبون البحار بحثا عن الأمن والأمل، يتعرضون لألوان الاستغلال حتى يصلوا لبر السلام، يصدمك الواقع المرير بأوضاع اللاجئين، وضياع بعض حقوقهم في بعض الدول كحق التعليم وحق السكن الذي تتوفر فيه مقومات الحياة.

والواقع المر أن النجاة من الموت قد تحدث في ثوان وفي ذات الوقت لا يتسنى للناجين حزم أمتعتهم فيتركون وراءهم ممتلكاتهم وكل الذكريات على أرض وطنهم.

تزداد أعداد اللاجئين سنويا، وذلك وفقا لما تشير إليه تقارير الأمم المتحدة خصوصا في منطقة الشرق الأوسط. من المحزن أن نعرف أن مجمل اللاجئين في العالم وأكثر الحالات الطارئة تتركز في المسلمين، ومن الحق القول أكثر من يقدم الدعم والمساندة هي الدول الغربية. طبعا هناك من يمنع بقوة الجيش توغل اللاجئين، وفي ذات الوقت هناك من يستقبل ويدرب ويهيئ لاندماجهم مع المجتمع.

حالة الطوارئ في سوريا فقط بلغت 13 مليون محتاج، و6 ملايين نازح داخليا، و4.7 ملايين نازح في مناطق يصعب الوصول إليها.

يعتبر منح حق اللجوء للأشخاص الفارين من الاضطهاد أحد أهم الأوجه التي تحفز اللاجئين العرب كالسوريين على خوض البحار والقفار بحثا عما يوفر لهم جزءا من الكرامة التي فقدوها في أرضهم بسبب النظام المتجبر، وفي أراضي الدول المجاورة التي تعاني من الفقر وضعف الاقتصاد، ومن ناحية أخرى ضياع حقوق اللاجئين باستغلالهم في العمل بأجور زهيدة دون حقوق عمالية وتأمين، كما يتم استغلال الأطفال في أعمال شاقة، مما يتنافى مع القوانين الدولية. وليست العراق أفضل حالا، فهناك أكثر من 11 مليون عراقي بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. المجاعات سبب للنزوح كما يحدث في الصومال. مليونا صومالي مهددون بالمجاعة وأكثر من 600 ألف لاجئ. المآسي متنوعة. العبرة أن الحياة دول وتقديم العون واجب إنساني.

تقدم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مساعي لتنسيق العمل الدولي الرامي لحماية اللاجئين وحل مشاكلهم وحماية حقوقهم بعدد من الحملات التي تطلقها المفوضية كل عام وبشكل مستمر لتسليط الضوء على العائلات وتفاصيل حياتهم ودعم الأعمال التطوعية وتقديم الدعم المالي وتنسيق المساعدات، بهدف العثور على الحلول التي تمكن اللاجئين من أن يعيشوا بسلام وكرامة.

وفي رمضان تركز على حملة سنبلة الخير لدعم اللاجئين في كل مكان.

في 20 يونيو ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للاجئين، ويشارك على مستوى العالم العديد من الفنانين والسياسيين والنازحين، للتأكيد على حقوق اللاجئين في عدم التمييز، ومبدأ عدم الإعادة القسرية.

فلنقدم مشاركتنا ودعمنا كما وصانا خير الخلق. قال صلى الله عليه وسلم «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته»، وقال عليه أفضل الصلاة والتسليم «لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا».

أكثر من 20 مليون شخص يعيشون حياة اللاجئ في العالم، هذه الحياة التي لا نتخيل خوض تجربتها لقسوتها ونعتقد أننا محصنون منها، وفي حقيقة الأمر ليس هناك لاجئ ظن قبل النكبة أنه سيحمله ابنه دون لباس يقيه الحر والبرد، أو أراد أن يكون مصيره خيمة في صحراء.

تسليط الضوء على تجارب وقسوة حياة اللاجئين يحرك الوعي. أذكر الرجل الذي كان حلمه فرشاة أسنان! والذي ظهر مع سعود العيدي على وسائل التواصل الاجتماعي في حملة تطوعه مع اللاجئين العام الماضي، وغير ذلك من القصص المؤلمة.

ريما مكتبي الإعلامية المتأنقة قادت حملة (كونوا مع اللاجئين) في لبنان، وبرنامج بصمة أمل ومحاكاته بعض أفكار المآسي لتحرك إنسانيتنا ونقله لقصص الواقع.

ختاما.. البذل والعطاء في أوجه البر سمة لمجتمعنا. أتمنى أن نتخير الأكثر حاجة والأعظم نفعا والأقرب لقوله تعالى «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا».

Alalabani_1@