أحمد صالح حلبي

أنصفوا شباب مكة

الجمعة - 16 يونيو 2017

Fri - 16 Jun 2017

كثيرا ما نسمع ونقرأ كلمات وجملا يطلقها البعض من أصحاب السعادة رجال الأعمال من أبناء مكة المكرمة الذين هجروها لمناطق ومدن أخرى، وأولئك الذين ما زالوا يقيمون بها، وتكون جملهم وكلماتهم عادة منحصرة في قولهم «نتشرف بخدمة مكة المكرمة وأهلها، فهي مدينتنا التي ولدنا ونشأنا بها، ولها في رقابنا دين يصعب سداده»، وحينما تسمع مثل هذه الجملة تنتابك الطمأنينة وتتحدث بلغة الواثق، معتقدا أن هناك دعما ماديا ومعنويا سيصل لمؤسسات مكة المكرمة وأنديتها يفوق أضعاف ما تحصل عليه الأندية الأخرى.



غير أن الحقيقة تختلف كليا، فالمتحدثون بعيدون عن دعم ومؤازرة مؤسسات وأندية مكة المكرمة، ودعمهم المادي والمعنوي يذهب لغيرها، وليتهم يكتفون بهذا بل نراهم ينتقدون مؤسسات وأندية مكة المكرمة!



ولا أقول جميع رجال الأعمال لكني أقول جلهم الذين إن طالبتهم بدعم مؤسسة أو ناد قالوا ما هي النتائج المحققة حتى ندعم؟ وإن سألتهم أين دعمكم لنادي الوحدة جاء ردهم إننا لا نتفق مع هذه الإدارة، ولا بد من مغادرتها حتى ندعم النادي!



وإن غادرت الإدارة وجاءت إدارة أخرى فإن الجملة لا تتغير، لأنهم يريدون إدارة قادمة من عالم آخر، ويرون أن أفضل من يتولى إدارة نادي الوحدة هي «إدارة بلاد الواق واق» أو «إدارة كوكب زحل»، ويرفضون أن تكون إدارة من المريخ؛ حتى لا يغضب الإخوة السودانيون؛ لأن نادي المريخ لديهم.



وإن سألنا عن نادي حراء فإننا سنجد الكثير من أبنائنا الشباب لا يعرفونه، رغم أنه النادي الثاني في مكة المكرمة ولاعبوه يتواجدون في العديد من أندية المملكة، كتواجد لاعبي الوحدة.



وقبل أيام قليلة مضت تشرفت بحضور مناسبة أقامتها مجموعة لمسة وفاء ومركز حي المسفلة بالاشتراك مع المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام «إخاء» وجمعيات «كافل» و»كاهتين» للاحتفاء بالأيتام وأبناء شهداء الواجب بضيافة الشيخ عصام صديق سيف الدين وابنه وعضو المجلس البلدي الأستاذ فهد الروقي، وتشرفت بالالتقاء بالمدرب الوطني الكابتن محمد عاشور مدرب نادي مكة لذوي الاحتياجات الخاصة، وكان محور حديثي معه حول البطولات التي حققها النادي، والتي جعلت منه ضيفا مكرما في هذه الاحتفالية، وتعجبت للإنجازات المحققة، فالفريق حقق بطولة المملكة أعوام 1429، 1431، 1433، 1434، 1435، 1436، 1437، وعام 1438 بمسماها الجديد دوري الممتاز لكرة الطائرة.



كما حقق بطولة المملكة عام 1438 وبطولة النخبة عام 1436، أما خارجيا فحقق بطولة غرب آسيا عام 1436 وعام 1438. وهو النادي الوحيد الذي حقق بطولات المملكة والنخبة وغرب آسيا في موسم واحد عام 1436.



وتألمت لما سمعت عن غياب الدعم المادي والمعنوي، وزاد ألمي حينما عرفت أن مدرب الفريق مدرب وطني ولا يتقاضى سوى أربعة آلاف ريال، وليست له بدلات سكن أو مواصلات أو تذاكر سفر له ولأفراد أسرته كحال المدربين الأجانب.



وسألت أين هم من يدعون حبهم لمكة المكرمة عن هذا النادي؟

وكم ستكون ميزانية الفريق لو كان في مدينتي جدة أو الرياض؟

أليس معيبا أن يكون هذا حال فريق رياضي حقق بطولات محلية وقارية؟ ألا يستحق أن نقول له كلمة شكر مع دعمنا له؟

وأين هم محبو مكة المكرمة عنه، أليس من واجبهم الوقوف معه؟