عبدالله المزهر

المتطوعون الجدد!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 15 يونيو 2017

Thu - 15 Jun 2017

تطوَّعَ، فعل يعني في معاجم اللغة «تكلف استطاعته» والتطوع بالشيء يعني «التبرع به»، وهو بالمختصر يعني القيام بما لا يلزم.



وتطوع أيضا من الطاعة فيقال طاع، أي أصبح طيعا لينا و«يسمع الكلام»، وهكذا، وأظنكم تعلمون يقينا أن الهدف من المقال ليس الحديث عن جذور الكلمات وأصولها، فهذا أمر لا يغري كثيرا. ومن الأفضل البحث عن مشكلة ما للحديث عنها وشتم من استطعنا إليه سبيلا حتى يصبح للمقال معنى ويصبح الكاتب مقبولا لدى معاشر القراء الأفاضل مدمني قراءة الشتائم.



وبما أننا في معرض التطوع فسأتطوع بطيب خاطر نيابة عن الآخرين في شتم «المتطوعين الجدد».



والذين لا يعرفون خبايا وخفايا هذه الصنعة قد يفاجئهم قليلا أن الأمر أصبح أشبه بالعصابات، صحيح أنهم لم يبدؤوا في القتل بعد وما زالوا في إطار السرقة والاستغلال فقط، لكن مع اشتداد الصراع فإنه لا شيء مضمون.



والناس تفهم التطوع على أنه عمل مجاني من أجل خدمة المجتمع، وهذا صحيح بالطبع، ولكن يوجد من استغل هذا المعنى ليكون التطوع مصدر دخل وهو ما ينافي الفكرة تماما.



يوجد من يطلقون على أنفسهم اسم «المنظمين» وهؤلاء المنظمون قد يكونون شركات أو أفرادا. ومهمتهم تنظيم الفعاليات التجارية كالمعارض والأنشطة الأخرى بمقابل مادي يكون في الغالب مرتفعا، ويستغلون الراغبين في العمل التطوعي فيطلبون منهم العمل في تنظيم هذه الفعاليات تطوعا.



وهذا ليس تطوعا ولكنه أقرب إلى «السخرة»، ويتم اللجوء إلى طلاب الثانويات ومن في حكمهم لسهولة إغرائهم بالعمل «المجاني» في المعارض والفعاليات.

والفكرة في أن تعمل تطوعا من أجل أن تحصل شركة أو فرد على مكاسب مادية أكثر تبدو فكرة استغلالية وغبية وغير مفهومة، تشبه التطوع للعمل في بنك أو أي شيء من هذا القبيل. تخيل أن يعلن بنك أو شركة عن حاجتهما لمتطوعين يقومون بمهام موظفي البنك.



وعلى أي حال..



فكرة التطوع للعمل في الشركات ليست خيالا محضا، فالشركات التي لم تدفع رواتب العاملين فيها منذ سنة يبدو أنها تطبق فكرة العمل التطوعي، ونحن الذين كنا نظلمهم بالاعتقاد أنهم يأكلون أموال الناس بالباطل.



@agrni