احذروا الشائعات!

الخميس - 15 يونيو 2017

Thu - 15 Jun 2017

الحروب الحديثة تعتمد على الشائعات بهدف الإرجاف بالمجتمعات، لعلكم تذكرون عند احتلال الكويت انطلقت شائعة «إطلاق الكيماوي» وكان الهدف منها تأمين كمامات ضد الهجوم الكيماوي المحتمل، وبالواقع استغلت تلك الشائعة من قبل شركات الاستيراد.

وفي الحرب العالمية ترددت شائعات اقترفها الألمان في بلجيكا خلال الحرب العالمية الأولى، ومن أبرز تلك الشائعات التي ذاعت بين الحلفاء عن فصائل الألماني تلك الشائعة التي زعمت أنهم أنشؤوا مصنعا لاستخلاص الجلسرين من جثث جنود الحلفاء، وقد حرص الحلفاء على إذاعة هذه الشائعة في جميع أنحاء العالم، وعلى الأخص في دول الشرق التي تنظر إلى جثث الموتى بشيء من الاحترام، والتي ترى أن التمثيل بها بهذا الشكل يعتبر من الجرائم الوحشية، وقد أدى نجاح هذه الشائعة إلى معاداة دولة مثل الصين لألمانيا.

كما قامت سيدة أمريكية بنشر شائعة قطع أيدي الأطفال، فقد دخلت هذه السيدة ذات يوم فندق سافوي في مدينة روما وأخذت تصف لأصدقائها منظرا بشعا رأت فيه خمسين صبيا من فتيان الكشافة البلجيك وقد قطعت أيديهم جميعا من الرسغ، وقد فعل بهم الألمان ذلك حتى لا يستطيعوا حمل السلاح في حياتهم أبدا، وكان طبيعيا أن ترد ألمانيا على تلك الشائعات وأمثالها بشائعات أخرى لا تقل فظاعة عنها، فقد قيل إن القساوسة البلجيك - وهم من الكاثوليك - يشجعون رجال المقاومة على قلع عيون الألمان وقطع أصابعهم وآذانهم والتمثيل بأجسامهم ببشاعة، وكان هؤلاء القساوسة القتلة يعدون المجرمين القتلة بجنات عرضها السموات والأرض إذا هم قاموا بهذه الأعمال، تماما كما يفعل اليوم داعش والحشد الشعبي والحوثيون بالمواطنين الأبرياء العزل.. إنها وحشية الشحن والمعتقدات.. والشائعات.