إسماعيل محمد التركستاني

استراحة رمضانية

الخميس - 15 يونيو 2017

Thu - 15 Jun 2017

لم يخطر على بالي يوما، أن أتجرأ وأدخل إلى عالم الكتابة في الصحف المحلية، وذلك طبعا، لنظرتي (في ذلك الوقت) أن الكتابة تحتاج إلى صفات معينة في الكاتب، وقد لا تكون متوفرة في شخصي، وقد ذكر لي ذلك أحد زملاء الدراسة بمرحلة الماجستير في بريطانيا وهو المهندس فؤاد النافع، حينما قال لي إنه قد امتلكته الدهشة عندما علم بأنني قد اقتحمت المجال الصحفي عن طريق كتابة المقالات بالجرائد المحلية، حيث إنني كنت ممن يلتزم الصمت في المجالس، وكنت قليل الحديث في المواضيع العامة والتي تخص مجالس الطلبة المبتعثين، وذلك مثل التعليم العام والجامعي أو الخدمات الصحية وغيرها كثير، ولكنني كنت كثير الحديث في مواضيع مشتركة وتميل النفس للحديث فيها بيني وبين المهندس فؤاد، وذلك مثل جمال وسحر الطبيعة.

ولكنني، سوف أذكر هنا شيئا قد يكون فيه من الاستغراب الكثير، ولكنه قد يكون من الأسباب الرئيسة في اقتحامي لعالم الكتابة، والمتمثل في زميل الدراسة الأستاذ القدير جاسر الجاسر المدير العام لقناة الإخبارية السعودية. حيث يعتبر الأستاذ جاسر من زملاء الدراسة في مرحلة البكالوريوس بقسم الكيمياء الحيوية بكلية العلوم جامعة الملك سعود، وها هو الآن من الشخصيات الناجحة والجاذبة (لمن يستمع إليه) في مجال الصحافة والتلفزيون.

نعم، في علم النفس، يتحدث الأخصائيون، أن هناك الكثير من القدرات والمواهب والكنوز التي قد تكون مدفونة في الإنسان، وقد يأتي حدث أو موقف معين أو حافز معين ويسبب في انطلاق هذه القدرة من هذا الشخص أو كما يقال انطلاق المارد الذي كان مسجونا داخل النفس البشرية إلى عالم وفضاء واسع، وللمعلومية، لا تتطلب هذه الموهبة أو الإمكانيات الكثير من دورات الصقل، ولكنها بحاجة إلى تكسير ذلك الحاجز (أو كما يقال التابوه أو المانع) الذي يحد أو يمنع من انطلاقة تلك المكنونات البشرية.

أو قد تكون بحاجة إلى شخص متمكن يستطيع أن يرى تلك الإمكانيات فيساعد على إطلاقها، وذلك كما يحدث في برنامج المسابقات والتي نراها بكثرة في القنوات الفضائية، ولكنه وللأسف، في المقابل، هناك من الأنفس الضعيفة (إن صح التعبير) والتي تسعى إلى إبقاء مثل تلك المواهب والقدرات مدفونة لأجندة خفية ويمنعها من الظهور والإبداع في عالم حر!

باختصار.. ولأننا مجتمع يمتلك ثقافة مبنية على أسس الإيمان بالله عز وجل، وندرك تماما أن النجاح والتوفيق بيد الله، قال تعالى: (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)، وندرك أيضا أن هذا التوفيق والنجاح يعنى أننا نسعى إلى تحقيق النجاح ونقرنه بالعمل الدؤوب والمتواصل والمبني على القناعة التامة بالوصول (بإذن الله) إلى الهدف المطلوب تحقيقه، قال سبحانه وتعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)، قال تعالى: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم). ومع امتلاكنا لمثل هذا الإيمان الراسخ، لا بد أن نكون مؤمنين بأن النجاح ليس بالأمر الصعب تحقيقه، ولكن، لا بد أن ندرك أن للعبة أصولا لا بد أن نستوعبها وندركها تماما، وذلك لكي نصل إلى الهدف المنشود بإذن الله.