ترجل الفارس طارق العلاقي عن صهوة جواده شهيدا

الأربعاء - 14 يونيو 2017

Wed - 14 Jun 2017

عادة ما تكون نهاية الأبطال متسمة بالشجاعة والصمود والإقدام، وهكذا كانت نهاية قصة الشهيد الرائد طارق العلاقي، الذي كان في حياته فارسا مغوارا يشكل رعبا لفئة خارجة عن الفطرة الإسلامية.



وكان رحمه الله يعشق الخيل، ولم يفوت فرصة إلا ويكون بجوار فرسه التي كان يوليها كل الحب والاهتمام سواء كان بمفرده أو بصحبة زملائه من محبي رياضة الفروسية وفقا لشقيقه الأصغر مالك.



صبر وتماسك



بدا والد طارق متسما بالهدوء والصبر والاحتساب والتماسك، وهو يواري جثمانه الثرى، يلهج لسانه بالدعاء، وحين التقى بزملاء الشهيد بعد الدفن قال لهم: لا تعزوني بل أنا من يعزيكم ويواسيكم في فقد أخيكم وزميلكم، وكل أبنائي وأنا في خدمة الوطن من هذه الفئة الضالة الباغية، ويجب علينا جميعا التكاتف للدفاع عن وطننا وديننا ومقدساتنا، فنحن أبناء الوطن نقدم رجالا للدفاع عنه.



آخر مكالمة



ويقول شقيقه مالك: كان آخر تواصل بيني وبين طارق بعد صلاة العصر يوم استشهاده، حيث كنت في عملي في إحدى الشركات الخاصة، وطلب مني جلب إفطار له ولزملائه، وقابلت أحد زملائه بجوار منزل الشهيد، وأخذ مني أغراض الإفطار وذهب، تلقيت بعدها اتصالا من أحد زملائه أخبرني بإصابة طارق، وتوجهت للمستشفى لأجد القادة هناك، والذين أبلغوني بخبر استشهاده.



وبنبرة لا تخلو من الحزن على فراق أخيه، واعتزاز بنيله الشهادة يكمل طارق: ذلك الفخر الذي يطلبه كل شاب سعودي يدافع عن دينه ومقدساته ووطنه، لكنني بقيت صامتا لم ينطق لساني بكلمة، فالأمر عظيم، والمصاب جلل، ولم أستطع نقل خبر استشهاد شقيقي لوالدي وأوكلت المهمة لشقيقي الآخر نزار، وخاصة أن طارق كان بالنسبة لنا كالأب والشقيق، كونه الأكبر بيننا.



إصابة في الصدر



ويروي مالك أن شقيقه أصيب بطلق ناري بالصدر قبل عامين في إحدى المواجهات، وأمضى 10 أيام في العناية المركزة، قبل أن يخرج منها بسلام وبعد انقضاء إجازته المرضية عاد إلى عمله رافضا تمديد الإجازة، لحرصه على عمله وأداء واجبه، وبعد المباشرة في العمل أصر على العودة لعمله الميداني بدلا من القسم الإداري عقب الحادث، وتم له ذلك، حيث نقل إلى معسكر انطلاق العمليات الخاصة والتدخل السريع، وبقي فيه إلى يوم استشهاده، وكان يخطط -قبل استشهاده- في نهاية العام الحالي لشراء قطعة أرض لبناء منزل لأسرته وزوجته وأبنائه الأربعة.