عبدالله المزهر

توبة الابن الضال!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 14 يونيو 2017

Wed - 14 Jun 2017

أحاول قدر المستطاع إدارة الأزمة الإعلامية الرمضانية في منزلنا، والمشكلة أني لست من محبي التلفزيون ولذلك أجد نفسي متفاجئا بين الحين والآخر ببعض الكائنات التي أصبحت نجوما تلفزيونية يشار إليها بالبنان وبأشياء أخرى، يحدث هذا لأن الجزء الخاص بالتلفزيون في عقلي لا يتم تحديثه بشكل مستمر ويتوقف أحيانا عن التحديث بضع سنوات.



أحد أبنائي طلب مني عقد اجتماع عاجل ومهم لمناقشة أزمة خطيرة تكاد تعصف بمنزلنا ـ على حد وصفه ـ وكان مترددا في مصارحتي بالأمر ويبدو عليه الخوف من رد فعلي تجاه الكارثة التي سيحدثني عنها. ثم بدأ في مقدمة طويلة عن التربية والاهتمام بالأبناء قبل أن يخبرني بالخبر الفاجعة ـ حسب وجهة نظره ـ وهو أنه شاهد أخاه الأصغر وهو يتابع عبر اليوتيوب مسلسلا اسمه «شباب البومب». وأنه ضبطه متلبسا ولا يمكنه الإنكار.



والحقيقة أني لا أعرف هذا المسلسل ولكني أسمع عنه كثيرا، ولذلك أخبرت أبنائي بأني لن أقول رأيا في الأمر إلا بعد يومين لأني سأشاهد حلقات من المسلسل وأكون على بينة. ثم إني لم أستطع مشاهدة أكثر من خمس دقائق يمكن تصنيفها دون تحفظ على أنها من أسمج وأتفه الأشياء التي شاهدتها في حياتي.



وقرأت أحاديث كثيرة عن هذا المسلسل وعن نسب المشاهدة المرتفعة. ومشكلتي ليست مع كونه مسلسلا تافها وسامجا ومستفزا، فهذا أمر أصبح مشتركا حتى بين المسلسلات ونشرات الأخبار. ومن حق أي أحد أن يمثل ما يريد بالطريقة التي يريد وبالتفاهة التي ترضي طموحه. لكن فكرة الإقبال المهول على هكذا مسلسل تعني أمرين، الأول أن الذوق وصل مرحلة من الانحطاط والإسفاف تنذر بالخراب. والأمر الآخر أن القنوات التي تفرحها هذه الأرقام ليست مهتمة برسالة ولا بفكرة ولا بقيمة فأمام المال تسقط كل القيم.



وعلى أي حال..

وعودة على موضوع ابني الضال، فقد تمت استتابته ومناصحته ودعوته للعودة إلى ما كان عليه السلف الصالح من أهله الذين يقدرون الفن ويحترمون الأعمال العظيمة ويحتقرون الأعمال «الواطية». وقد تاب وأناب ونسأل الله له الثبات.



@agrni