سيلفي جماعي

الأربعاء - 14 يونيو 2017

Wed - 14 Jun 2017

قررت أن أمسك بالمتناقضين مع وضد وألقيهما في البحر وأنا سأذهب للغوص في عمق المسلسل الرمضاني «سيلفي».

في كل مرة ومع بداية شهر رمضان أجد نفسي كغيري أمام شاشة التلفاز بانتظار المسلسل السعودي المثير للجدل، أبطاله مجموعة من أبناء الوطن يتقدمهم الفنان ناصر القصبي إضافة للكاتب خلف الحربي وهما أكثر من سيظهر المشهد لأكبر عدد ممكن من المعنيين عن طريق الرسائل الموجهة والعميقة والتي تطغى أحيانا على الطابع الذي جاء من أجله المسلسل وهو الكوميديا.

سأذكر بأن قضية ضد أو مع لم تعد بيدي، وكل ما أحمله الآن هو ذلك المشهد للجندي السعودي الذي بترت ساقه وسط المعركة على الحد الجنوبي، وصورة كل عين ساهرة لأجل الأمان، ليأتي بعد ذلك المتعب الذي راح عمره بين الملف الأخضر والبوابة الالكترونية والنتيجة النهائية بلا إسكان من وزارة الإسكان.

من خلال سيلفي أيضا سوف أضع بعضا من القضايا مثل الليبرالية المزيفة وولاية المرأة والاستغلال بجميع أشكاله في إطار واحد تحت مسمى قضايا تائهة لم يتضح لي منها سوى أن الإسلام كفل حقوق المرأة، وقال بصوت واضح لن أرضى بتقييد المرأة وستبقى حقوقها للأبد.

شيعي وسني، ببصمة طائفية قذرة تناست الوطن وقيمته والوقوف بجانبه، ليعلن الغدر مرة أخرى عن مقتل أحد رجال الأمن الأبطال على يد الإرهاب، الإرهاب وليس غيره.

كل تلك الصور شاهدتها بنسختين، نسخة حقيقية وأخرى تمثيلية، ولا أنكر بأنني في كل مرة أنتظر سيلفي بحلة كوميدية خالصة بعيدة كل البعد عن القضايا الشائكة والمعقدة، لكنني أيقنت بأن الهدف الذي يطمح الوصول إليه طاقم العمل هو هدف أكبر، يهتم بتصوير التفاصيل من أجل الوصول إلى مجتمع سعودي متزن ومتعايش ومستقر في أغلب جوانبه الاجتماعية وغير الاجتماعية، مرحبين بالاختلافات المشروعة بعيدا عن التدمير والعراك والتفرقة، ليأتي سيلفي في كل مرة ويقول أنا ابن المجتمع ولهذا هو قضيتي الأولى.

الأكثر قراءة