صبرا ياسر المسيليم

الأربعاء - 14 يونيو 2017

Wed - 14 Jun 2017

عندما يغرد شخص في تويتر يتعبه فوق 6 ملايين متابع محسوب على إعلامنا الرياضي، ويوثر على نجم من نجوم المنتخب وهو حارسه الأول ياسر المسيليم قائلا (حارس خرابيط)، فهذا مرفوض لا يقبله العقل ولا المنطق، ولا يمكن حتى للمغرد العادي أن ينتهج مثل هذا الأسلوب غير الحضاري، تجاوز ذلك الإعلامي والنيل من حارس منتخبنا الوطني المسيليم دون وجه حق أسلوب مخالف لا يتماشى وقواعد وأنظمة الإعلام الرياضي المتعارف عليها محليا ودوليا.

أخطأ كبار لاعبي العالم وكبار نجومنا ولم نسمع يوما مثل هذه الإسقاطات المشينة، لأن الأخطاء جزء من لعبة كرة القدم، ولكن مع ثلة المتعصبين تختلف المواقف والتبريرات.

ياسر المسيليم الحارس الأول في منتخب بلادنا، أوصل منتخبنا مع زملائه لهذا المستوى الرفيع في تصفيات المونديال المؤهلة لكأس العالم، واستبشرنا خيرا بعدما تحسنت صورة المنتخب الوطني وعاد لمكانه الطبيعي، الإحباط القاتل ليس نقدا كما يراه البعض، سألت نفسي هل يستطيع ذلك الإعلامي ذكر تلك العبارة مباشرة أمام ملايين المشاهدين حالة عرض برنامجه؟ أجزم أنه لن يتفوه بعبارة (حارس خرابيط) في برنامجه لأنه يعلم جيدا أنه سيتعرض للإيقاف تحت طائلة التعصب الرياضي والخروج عن النص المألوف.

وسواء قالها في تويتر أو حتى في برنامجه فقد قرأها وألم بها الملايين، فلماذا لم تتخذ هيئة الرياضة بحقه الإجراء المناسب، ويعاقب كحال من سبقوه من المغردين المحسوبين على هيئة الرياضة وما تتبعها من لجان؟ أم هناك أنظمة ولوائح تطبق على البعض ويعفى منها البعض؟

المسيليم لم يتحجج أو يعتذر يوما عن أداء واجبه الوطني، ولم يتضجر من النقد إذا كان في محله، ولكنه تضجر من الأسلوب الذي انتهجه صاحب تلك التغريدة، فكانت ردة فعله مؤلمة في تويتر اهتزت لها الأنفس واقشعرت لها الأبدان عندما غرد (أنت اذكر الله ونحن نكون بخير حسبي الله ونعم الوكيل فيك).

ألا تخافون من حكم قاضي السماء ودعوة مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب؟! عزاؤنا فيك يا حارس منتخبنا تعاطف كافة الجماهير معك بمختلف ميولها على ما تقدمه من أداء راق وتطور في المستوى، فصبرا جميلا ياسر، وأما من أعماهم التعصب واتفقوا مع التغريدة وعملوا لها «ريتويت» وإعجابا فلا باس عليهم، فسينجرفون خلف إعلام التعصب كالعادة، فهم يلتفون حول أنفسهم في دائرة مغلقة لا خروج منها.

كل شخص يعامل بما تمليه عليه أخلاقه ومبادئه، والإعلام الحقيقي من وظائفه الإرشاد والتوجيه وليس تأجيج التعصب الرياضي، ومنتخباتنا الوطنية على مختلف فئاتها السنية تحتاج منا الوقفات الصادقة والدعم اللامحدود، وكنت آمل من صاحب التغريدة اعتذاره لياسر المسيليم وسحب تغريدته، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.