عبدالحليم البراك

ولو الرمضانية!

يمين الماء
يمين الماء

الأربعاء - 14 يونيو 2017

Wed - 14 Jun 2017

ملاحظة ليست مهمة: تفسير كلمة (ولو) سيرد في آخر المقالة، وعليك متابعة المقال حتى آخره حتى تعرف معناها!



في نكتة عابرة، مرت ولم يلتفت إليها أحد، نشر أحد المراهقين شاكرا وممتنا تقديم الامتحانات قبل رمضان، فقال: الحمد لله كنت ناوي أغش في رمضان، ولكن الله فكني وتم تقديم الامتحانات، قال أحد الأصدقاء لابنه الذي مرر له هذه الرسالة: (يا ياسر! رب رمضان هو نفسه رب شعبان «سبحانه وتعالى»، والذي حرم الغش في رمضان - يا ابني - هو نفسه «سبحانه وتعالى» الذي حرمه في شعبان وكل أشهر العام أيضا..) فقال له ابنه: (ولو).



سأل صديقنا شخصا مقربا جدا بعد أن تعافى ومن الله عليه بالشفاء مما حرم الله، هل يتوفر المخدر المحرم في رمضان، فقال: لا، صعب جدا، لكنه ليس مستحيلا، فكلهم أو معظمهم يتوقفون في رمضان، فقال صاحبي: رب شعبان هو رب رمضان، سبحانه وتعالى، فرد عليه الرجل التائب باستحياء (ولو!).



وآخر، عرف عنه أنه مبتلى بمتابعة سناب شات فيما لا يليق، بعد يومين من رمضان، قال له صاحبنا: أود أن أرى تلك الحسابات، فقال له: والله إني لا أفتحها في رمضان، فقال له: رب شعبان هو رب رمضان، يا رجل، فرد عليه بالعبارة الشهيرة: (ولو..)! فقال صاحبنا له: أنا أريد أن أرى ذلك، فناوله هاتفه، متبرئا مما فيه، ففتح سناب شات: فعرف تلك الحسابات من عناوينها. فتحها، فوجد أنها توقفت تماما عن عرض الأجساد المحرمة، وبدأت تنشر تلك الحسابات إفطار صائم، ودعوات صادقة، فقال في نفسه: رب شعبان هو رب رمضان سبحانه وتعالى، فقال لي وحي المجتمع (ولو)!

أيضا، في أول ليلة من رمضان وبشكل مقصود ومتعمد؛ سأل صاحبنا التاجر: هل هذا السعر هو آخر سعر لك؟ فقال له: يا رجل! نحن في رمضان! فقال صاحبنا له: رب رمضان هو رب شعبان أيضا، فقال التاجر: (ولو!).



القنوات والإذاعات التي تذيع البرامج الدينية، والفرق بالطبع شاسع بينهما وما ورد في هذا المقال، كأنها تقع قريبا من هذا المزلق أو تكاد فليتها تعي تماما، والشعراء الذين يظنون أن لرمضان شعرا وأن لغيره شعرا آخر، والفنانون أيضا كالشعراء، غنوا أغاني دينية، فقال صاحبنا في نفسه: (ولو!).



قبل أن تترك هذه المقالة ضاحكا أو شاتما أو شامتا، تذكر أن الرقيب في داخلك، وأن رب رمضان سبحانه وتعالى هو رب العام والعالم كله، وأنه إن عظم الذنب في رمضان، لم يهونه في شهر آخر، ومن اعتاد الظلم في عام؛ لن يتركه في شهر آخر، ومن اعتاد الغش في سنة، لن يتوب في شهر واحد، ومن كذب وظل يكذب في عام كامل لن يصدق ويهتد في شهر وأيام من السنة. هذه ليست موعظة، هذه إشارة واللبيب من الإشارة يفهم، لكن اللبيب - في بلدنا - لا يريد أن يفهم، لكن ليتني أنا أفهم فقط!



ملاحظة مهمة، معنى كلمة (ولو) في اللغة العربية الفصحى (مهما يكن من أمر..) وفي اللغة العامية (أنا مصر على رأيي!).



@Halemalbaarrak