أحمد الهلالي

اعتزال الوطن.. حكمة أم خذلان!

الأربعاء - 14 يونيو 2017

Wed - 14 Jun 2017

أعلنت القيادة الحكيمة مقاطعة الحكومة القطرية، وإعلانها ليس اعتباطيا، ولا انفعالا وقتيا، بل جاء بعد صبر طويل، واعتمد على دراسات معمقة وتقارير موثوقة، يعلمها قادة دول مجلس التعاون الحريصون على وحدة الخليج وأمنه.



منذ تصريحات تميم المسيئة، وهبوب الاستنكار الإعلامي السابق للقرارات الرسمية، وأصوات تنادي بالتهدئة، وتتهم إعلامنا بأنه (يؤجج الفتنة)، ثم بعد القرارات الرسمية الصارمة، خفتت كل الأصوات، وزاد نشاط المعرفات الوهمية الجديدة في وسائل التواصل، التي تتهم الإعلام وتتهم القرارات، وتحاول المزايدة بشتى السبل.



تجولت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة (تويتر)، وتجولت عبر حسابات كانت تثور وتقيم الدنيا ولا تقعدها على حلقة دراما، أو فعالية غنائية، أو عباءة مزركشة، ولم أظفر بتغريدة واحدة عن الحالة الخليجية، ولا بكلمة حق أو نصيحة للحكومة القطرية أن ترعوي وتفي بتعهداتها للمنظومة الخليجية، ولا دفاع بكلمة عن الوطن، وكأن أصحاب تلك المعرفات المليونية من كوكب آخر لم يسمعوا بالخليج ولا بقطر.



أن تعتزل الإشكالات السياسية فهذا حقك، لكن في الحالة الخليجية ليست القضية سياسية فقط، بل أمنية بامتياز، والتصريحات الخليجية واضحة لا ضبابية فيها عن ضلوع الحكومة القطرية في دعم أعمال إرهابية تستهدف استقرار ووحدة الأوطان الخليجية، وعلى رأسها السعودية، فقطر تدعم جماعات الإرهاب في القطيف، وتدعم جماعة الحوثي في اليمن، وتدعم كل عمل تخريبي يستهدف أمن ووحدة المملكة والخليج.



صمت أولئك القوم ليس حكمة، وإخاء الشعب القطري ليس محل مزايدة ولا مساومة، بل الحكمة في صرامة الموقف تجاه الحكومة الداعمة للإرهاب، فلا أبشع من أن ترى أسماء نخبوية خذلت الوطن بالصمت، وحين تحدثوا؛ هاجموا الوطنيين المستنكرين على الحكومة القطرية، قائلين: (غدا تنحل القضية ويعود الوئام وستندمون على مواقفكم).



نسي أولئك القوم أننا نحن الوطن (حكومة وشعبا)، الخطر يتهددنا جميعا، والوئام يعمنا جميعا، فليس من المنطق أن يصمت المرء عما يهدد وطنه، ولو ساد هذا المنطق (المشبوه) لتنصل كل إنسان من واجباته، وحين يعود الوئام بين الأشقاء، ستطوى صفحات الخلاف بكاملها، وإن سجل القطريون تصريحا للشيخ فلان وللشاعر علان وللمحلل زعطان والدكتور معطان، ومنعوه بموجبه من دخول بلادهم فهذا شأنهم، المهم أن يكون للإنسان موقف وطني شريف أيا كانت عواقبه.



من صمتوا لتلك الأعذار الواهية، ربما يندرج صمتهم في سياق أكبر، سياق الحزبية، ودعم تنظيم (الإخوان المسلمين)، ويكون مشروعا أن نصنفهم (ضد الوطن)، ليس من مبدأ (مع أو ضد) بل من مبدأ (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه) وحماية أمننا ووحدتنا (فرض عين) على كل مواطن على ثرى هذه الأرض دون استثناء.



@ahmad_helali