عبدالله المزهر

يا «تامر» لا تركب معنا!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 13 يونيو 2017

Tue - 13 Jun 2017

الشيخ «تامر» المري يدخل تويتر حاملا «كيبورده» مجندلا من يعترض طريقه، ويشتم السعوديين ثأرا للقطريين.



وتامر أمره مكشوف وواضح لأنه غبي، لكن هذا لا يعني عدم وجود ممثلين أكثر ذكاء من «تامر» ويجيدون أداء الدور ببراعة وإتقان.



وفي الطرف الآخر يوجد أيضا من يتبرع ويقدم خدماته في شتم «الشعب» القطري بأسماء سعودية، يفعلون ذلك لأن بقاء المشكلة وطول أمدها وامتدادها إلى الشعوب يعني مكاسب لآخرين يسترزقون على الأزمات ويبيعون «المواقف» بالجملة والمفرق. والذين يعتمدون على «تامر» في مواقع التواصل يظهرون بأسمائهم الحقيقية على قناة الجزيرة.



وأكبر مشاكل حكومة قطر تكمن في علاقتها الوثيقة مع «تجار المواقف»، فالذين يشتمون نيابة عنها لا يجدون بأسا ولا خللا في شتمها هي إن وجدوا من يدفع أكثر.



ومشكلتها الأخرى أنها صدقت أولئك الذين يقولون عنها إنها واحة الحريات في صحراء الاستبداد، وأنها منبر الديمقراطية الذي تأتم الهداة به.



وهذا الأمر أصبح مشكلة لأنه بكل بساطة غير حقيقي، وتصوير قطر على أنها واحة للحريات يبدو مكشوفا وكأنه حديث النصاب للأرملة فاحشة الثراء والقبح، وهو يحاول إقناعها أن جمالها هو سبب رغبته في الارتباط بها. وبغض النظر عن الألم الذي سببته هذه الأزمة، وعن رغبتي في أن تكون ماضيا منسيا في أقرب وقت. وبغض النظر عن قناعاتي الخاصة في طريقة التعاطي مع هذه الأزمة، إلا أني لا أنكر أن من أهم فوائدها المتوقعة والسعيدة هو أن تكف قطر عن الكلام العاطفي عن الحريات، والذي سأصدقه شخصيا لو أنها طبقته على نفسها. لكن الحديث الجميل والإعلان «المغري» عن بضاعة الحريات والديمقراطية ثم منع بيعها في السوق القطري يجعل الأمر مريبا ومشبوها.



وعلى أي حال..

أظن أن خطوة قطر الأولى لرأب هذا الصدع المؤلم هو أن تعتمد على أبنائها، وتتخلص من مستشاري السوء. وفي قطر من يحبها دون حاجة لاستقدام وطنيين من الخارج، فالمستأجرون ـ بفتح الجيم ـ يؤدون مهمة مقابل أجر، وحين يتحول الوطن والدفاع عنه إلى سلعة فإنها يمكن أن تباع لمن يدفع أكثر.



@agrni