ذكرياتهم في شهر الصيام

الثلاثاء - 13 يونيو 2017

Tue - 13 Jun 2017

في كل عام نستقبل شهر الخير، وكل ينبري له بما يستطيع تقديمه والمشاركة فيه من فعل الخيرات بالتطوع تارة، وبالمساهمة بالمال والعمل تارة أخرى، أما نحن فبما يجود به قلمنا وكلماتنا، وعادة نبدأ في بيان فضله ويكفيه فضلا أنه الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن الكريم وجعل فيه ليلة القدر وجعلها خيرا من ألف شهر.

ومن فضله في السنة المطهرة ، يقول الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام (إن لكل شيء زكاة وزكاة الأبدان الصيام) وعنه عليه الصلاة والسلام قوله (إن الله وكل ملائكته بالدعاء للصائمين).

ومعلوم أن فضل شهر رمضان وصيامه لا يقف عند حد وكذلك أيامه وذكرياته، وقد كتبنا سابقا عن ذلك الفضل ولا يمنع التذكير به وقد سجلت سابقا شيئا من الذكريات الخاصة والشخصية في شهر رمضان، وهذه المرة أدوّن بعض الذكريات لبعض الأصدقاء من أهل الأدب عندنا في محافظة الأحساء.

ونبدأ بالكاتب والمستشار الأسري حبيب بن علي السماعيل فبعد الطلب منه كتب (عندما تمر الذكريات حول رمضان الخير وبالخصوص في الأحساء نجد أن لها وقعا خاصا وطعما خاصا وعندما نقول ذكريات فإن أنواع اللحظات لها ذكرياتها في المرحلة الزمنية، فكلما قضيت رمضان مع أشخاص أعزاء كانت له مكانته الخاصة في نفسك، وكلما تذكرنا الأماكن من مسجد وتلاوة قرآن كان له منهج في المواصلة ورسم خطة دينية وإيمانية.

الجيل الجديد الذي واكب قنوات التواصل وترك المستحبات لم يحظ بما حظينا به، كيف لا ونحن نسارع بالذهاب إلى المسجد لكي يكون لنا مكان قبل الآخرين، ولكي نكون أول المتابعين لقراءة القرآن الكريم. ولا نقض الطرف في ذكرياتنا عن الجلوس على المائدة مع الأهل والعائلة لأن لها الوقع الخاص في النفس).

وكتب الطبيب الشاعر عبدالله البطيان (في شهر رمضان وبعض الشهور يزداد اجتهادي في طلب الرزق فتشهد خطوات أقدامي سير العشرات من الكيلومترات متوجها إلى عملي البسيط من منزلي إلى الجامعة وحتى المطعم الذي عملت فيه لسنوات عدة وطاولة البوفيه المتنقل تقف أمامي وكأني بلحظة طهي أو تقديم طلب لزبون.

مكتبات النسخ والتصوير التي عملت بها صنعت هاجسا يلاحقني ولا تنفك ذاكرتي من توارد الشخوص وشواهد الأحداث عبر سلسلة من المسلسلات الدرامية التي مرت علي أثناء عملي في كل تلك الأمكنة حيث لم تعبث الذاكرة بتلك المحطات التي تضع بثها في الشهر الفضيل.

كل ذلك دعاني لأن أتلذذ بالعمل كل عام في هذا الوقت بالتحديد ولا أفوت وقتي كما يعمل بعض الأصدقاء حيث حصولهم على الإجازة السنوية).

ونصل إلى المحطة الأخيرة مع الأستاذ القاص حسن البطران حيث تكلم في أحد لقاءاته فقال (إن شهر رمضان بالنسبة لي محطة إيجابية للراحة وللانشغال بأمور ربما لا أنشغل بها كثيرا طوال أيام السنة، وبالتالي يقل عطائي في المجال الإبداعي، وبطبعي فليس لدي طقوس محددة في الكتابة سواء في شهر رمضان الكريم أو خارجه، وإن كنت أفضل الاسترخاء والخمول الإبداعي فيه، وأنشط فيما يتعلق بالجوانب الروحانية والعبادية سواء قراءة قرآن أو مأثورات دينية أو حضور ندوات أو محاضرات لها طابع ديني، وهذا لا يتعارض وكوني أحضر بعض الفعاليات الثقافية التي تقام في نطاق منطقتي أو القريبة منها).

ونعقب على أقوالهم بأنه فعلا لذكريات شهر رمضان وما يتعلق بها رونقها الخاص الذي لا تملك الذاكرة أن تخلى عنه ولا يمكن للمرء أن ينساه.

الأكثر قراءة