فارس هاني التركي

ليس لدي هدف في الحياة!

أرقام فارس
أرقام فارس

الاثنين - 12 يونيو 2017

Mon - 12 Jun 2017

كل الأشياء في حياتنا تنقسم إلى قسمين أو وجهتين أو قطبين. فأصل وجودنا هو للاختيار بين الإيمان أو الكفر والإنكار، والصراع بين الخير والشر.



ومن الملاحظ أن القضاء إما عادل أو ظالم، والطالب إما ناجح أو راسب، والمشاعر إما سعيدة أو حزينة، والوالد إما راض أو غاضب عن ابنه. والإنسان في حياته إما ناجح أو فاشل، وذلك يعتمد هل لديه هدف في حياته أم لا؟



والهدف مهم وضروري وأساسي في حياة الإنسان ومسيرته. فمن غير الهدف يكون الإنسان بدون معنى في الحياة! الهدف لأغلب الناس يجب أن يكون بسيطا وسهل التحقيق، وعند قلة من القوم وخاصتهم يجب أن يكون كبيرا وعظيما وخارجا عن العادة.



فالهدف البسيط قد يكون واضحا مثل الاختيار بأن تكون شخصا إيجابيا بناء تضيف الشيء القليل لأسرتك ومحيطك. مجرد أن تكون شخصا يدعوهم فقط للتفاؤل في حياتهم، فأنت بذلك عامل مساعد.

فالتفاؤل ضد التشاؤم، والعامل المساعد نقيض العامل الهادم.



أن تساعد أخاك، أن ترضي والدتك، أن تحسن لزوجتك، أن ترحم أبناءك، أن تعطي الفقير، أن تساعد المحتاج، أن تبتسم للغريب.



أتوقع لا يوجد هدف أعظم من أن تكون شخصا يضيف للعالم، أن يساعد في البناء، أن يكثر من الإيجابيات في الحياة. حتى لو كانت هذه الحياة أو هذا العالم هو بيتك الخاص، فالله سبحانه وتعالى في الأصل خلقنا لإعمار الأرض، والإعمار هو الزيادة والبناء والإضافة والإيجاب والخير.



فإياك أن تكون ممن يساهم في الهدم والشر والظلم والقتل والحزن. فرب العالمين قال (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).



وبالعكس فالخير والبناء يضاعف الله أجرهما حتى عندما تقوم القيامة. فالرسول صلى الله عليه وسلم قال (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل).



ليس المطلوب منك أن يكون هدفك هو تحرير فلسطين أو توحيد المسلمين أو النهوض باقتصاد البلد أو حل مشكلة الإسكان أو إيجاد بديل للبترول، فهذا كما ذكرت سابقا هو من شأن خاصة القوم، وأقصد بذلك أن هذه أهداف دول ومؤسسات كبيرة فلا تشغل بالك إلا إذا كنت في مركز قيادي بها.



لذلك وباختصار شديد، يجب أن نتعاون مع أبنائنا وإخواننا وأصدقائنا في وضع الأهداف وتحديدها بشكل واضح وتحديد إطار زمني لها إن أمكن فذلك يساعد من فترة لأخرى على معرفة تطورك وإنجازك في تحقيق هدفك.



ولكن الحذر الحذر من تعقيد الأمور، وأن تجعل المسألة تحتوي خططا معقدة وخرائط متشابكة، فذلك سوف يؤدي إلى الإحباط في حالة مراجعتها بعد فترة من الزمن واكتشاف أنك لم تنجز شيئا بعد.

وفي نفس الوقت تجاهل الموضوع نهائيا سوف يؤدي لزيادة الاحتمال بالإصابة بما يعرف عند علماء النفس بأزمة منتصف العمر ‪(‬Midlife Crisis‪)‬ وذلك عند الوصول إلى سن الأربعين تقريبا، والتي سوف تتساءل عندها عماذا قدمت وأنجزت في حياتك وعن سنوات شبابك وكيف أضعتها بدون معنى!



لذلك كن ممن يصل إلى سن الأربعين وحالهم كمن وصفهم الله تعالى في قوله الكريم (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين).



@farooi