سعود ثامر الحارثي

يحترفون الغدر ونحترف الغفران

الاحد - 11 يونيو 2017

Sun - 11 Jun 2017

من منا سمع بحكاية أبناء العم بأحد القبائل الذي عرف عنهم التلاحم والتكاتف والتعاون فيما بينهم إلا أن أصغر أبناء هذا العم كان دائما عبثيا ناكرا للجميل لا يأبه لتصرفاته فدائما ما تراه (يلف ويدور)، هذا الصغير الشقي دائما ما يكون على أبناء عمومته فتراه متعاونا مع من يعاديهم ومتحدا مع من هو ضدهم، مراوغا، لا يرى إلا مصلحته، ودائما ما يدس السم في العسل لأبناء عمومته ولعلمهم بتصرفاته كانوا دائما يغضون البصر عنه ليس لأجله وإنما تقديرا لصلة الرحم التي تربطهم، حتى جاء ذلك اليوم الذي طفح بهم الكيل ليتم مواجهة ذلك الصغير بأفعاله وأعماله القبيحة، لتتم معاقبته ذلك العقاب القاسي بالطرد وإخراجه من بينهم ليعلم بقية أبناء القبيلة أن أبناء العم ليسوا على خطأ بما فعلوه وإنما تلقين ذلك الصغير الشقي درسا لن ينساه أبدا، فإما أن يعود لرشده أو أن يذهب إلى حيث لا يعود، ونظرا لما فعله الشقي الصغير تداول أبناء القبيلة تلك المقولة بينهم (يحترف الغدر ويحترفون الغفران).

هذه المقولة تنطبق هذه الأيام على ما فعله رئيس تلك الدولة الصغرى التي كنا ندعي أنها شقيقة لتظهر لنا بأنها من الدول المعادية الكبرى لشقيقاتها وأولاها المملكة العربية السعودية، فما فعلته تلك الصغيرة من دعم للجماعات المتطرفة كداعش في الشام والعراق وليبيا ودعمها لجماعة الحوثي المتطرفة في اليمن لتظهر لنا في قتال تلك الفئة بأنها معنا وهي غير ذلك، فحين تنفذ المهمات لا يتعاون العسكري القطري حتى يتلقى الأمر من الدوحة، أيضا ما قاموا به من محاولة لشق الصف في المملكة بدعم المتطرفين في العوامية بأمر من الكبرى طهران، ولما قاموا به من دعم لجماعة الإخوان، ويظهر لنا ذلك جليا في ميدان رابعة العدوية ودعاة تلك الجماعة في مختلف الأقطار، وكذلك التحريض من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي كما رأيناه سلفا بدعم تلك القناة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ليتم التحريض من خلالها ومحاولة لشق الصف داخل المملكة حينما أعلن أحد أبناء تلك العائلة الحاكمة لتلك الدويلة من خلال حساب تلك القناة بمنح بيوت وشقق سكنية للمحتاجين التي كانت في الأصل دعاية لمشروعهم الخبيث ليتبعهم السفهاء، وخدم تلك القناة في الإعلان لذلك المشروع الذي سرعان ما انكشفت أهدافه، واتضحت حقيقته ورؤيته. وغيرها مما خفي علينا ويعلمونه وتعلمه حكومتنا وحكومة بقية الدول الشقيقة.

فما ذكر سابقا كان قليلا عما يخفوه ضد أشقائهم حسب ما يدعون، إلى أن ظهر الصغير الانقلابي ابن المخلوع انقلابيا بتصريحاته المشينة غير مبال لما يقول أو يفعل ليتحجج بعدها الضعفاء من تلك الدولة بقرصنة واختراق إعلامهم الوضيع، وإلقاء التهم على الأشقاء بأنهم وراء تلك القرصنة، ثم ليفضحهم الله بإيميل السفير الذي اخترقوه ليوقعوا العداوة بين الشقيقتين السعودية والإمارات لتكون المفاجأة بمحتوى الإيميل ما هو إلا شكر وعرفان للمملكة العربية السعودية وسياستها ضد مكافحة المنظمات الإرهابية وإحباط مخططات الدول الراعية لتلك المنظمات ودعم الشقيقة مصر، لتقع تلك الدويلة في شر أعمالها.

فما فعلته المملكة وبقية الأشقاء من الدول العربية والإسلامية بقطع العلاقات وخاصة المملكة لدورها الفعال والمتضررة الكبرى من أفعال تلك الدويلة ليس إلا رسالة لها، ولكي يعلم البعيد بأنه لا أقرب جغرافيا لتلك الدولة من السعودية وأن هناك جزاء قاسيا لمن يحذو حذوها، كما أن المملكة العربية السعودية وبقية الأشقاء من سنين كأنهم يقولون لتلك الصغرى (من بعيد أتابعك وأشره عليك.. كل يوم أقول يمكن يحن).