مانع اليامي

انتهى الصبر وكسرت المخالب

الاحد - 11 يونيو 2017

Sun - 11 Jun 2017



السؤال في البداية: هل دعم ومساندة السعودية للدول العربية والإسلامية عبر التاريخ إلى جنب هدوء سياستها وسعة صدرها: مواقف ترجمت بطريقة خاطئة؟.. هذا ما يستخلصه المراقب من حيث المبدأ.



الترجمة خاطئة وإلا ما اندفعت بعض الدول في الجوار وغير الجوار إلى مناطق سوء التقديرات وبنت قياداتها التمنيات، لا بد على خلفية بعض الأحداث المتحركة في المنطقة على أيادي المستجدين في السياسة، الهشين في التاريخ، المشبعين بثقافة الحزبية، لا بد أنها ترجمت كذلك وإلا فلماذا كل هذه السقطات.



الشيء بالشيء يذكر، في حرب الخليج - العراق الكويت - سقطت الكثير من الأقنعة العربية والتاريخ خير شاهد، مرد ذلك عندي أن طفرة التمنيات غير المحسوبة والمراهقة السياسية.. بعضها مراهقة متأخرة.. تحركت في الهواء، تحركت مدفوعة بالحقد المستقر في النفوس من فصيلة - أهل الدرك الأسفل - نعم كانت عريضة وفوق كل سقف آنذاك، أقصد التمنيات لا القدرات، وكان لا بد لها أن تغوي البعض ممن على أبصارهم غشاوة، أولئك الذين كانت السعودية تظن بهم كل الظن الحسن، وتأخذ بأيديهم كلما تعثروا، البعض الذين انكشف أمرهم وهم الذين مدت السعودية يدها لهم مرة وألف مرة في السر والعلن دون من، أحيانا تجبر عثراتهم دون سؤال، وغاب عنهم أن تلمس السعودية لأحوالهم نابع أولا وأخيرا من الأخوة الصادقة والرغبة في شد أزرهم للنهوض ببلدانهم وشعوبهم العربية والإسلامية ليس إلا غاية سعودية نبيلة تعززها الإنسانية والحمية وقبل ذلك ومعه إعلاء مكانة الإسلام.



سبق حرب الخليج حرب أخرى برك فيها الطرف العربي بحمله، نكزتها الرياض وأسندتها، ضمدت جراحها ونهضت بها، وفي أيام مشهودة تنحبس فيها الأنفاس عاضدتها، وتنكرت الدولة العربية الشقيقة الجارة وخططت لحرب الخليج ونفذت غازية غاوية.. سقطت «بغداد» سيطرت عليها الفوضى وطاح حظها ولن يقوم وهي عازلة عقلها عن شقيقة العرب الكبرى «السعودية».



دولة أخرى شقيقة جرها حظها العاثر إلى مواطن الزلات، تنكرت وأذنت على نجاسة، إنها الخيانة الكبرى التي ضيعت «صنعاء» هناك ما هو أكثر وأشد ألما. على مدى أكثر من عقدين من الزمن تجاهلت الرياض مراهقة «الرفيق الموالي» ليت وعسى أن يكبر وينضج ويكف عن زلاته في ستر إلا أن كل صفح تتبعه خطيئة، حتى وصل الحرامي بوابة السور وهنا كان لا بد مما لا بد منه.. عند الأمن الوطني تسقط العمائم والطرابيش، كل العمائم والطرابيش، يا شقيقتنا «قطر» انتهى الصبر ووجب كسر المخالب.



ختاما، أنظمة عربية تهورت وفاتها وضع الأمور على ميزان الحكمة والمنطق توالت سقطاتها السياسية ووقعت أخيرا في فخ الحسابات الخاطئة، والمؤكد أن السعودية كانت وما زالت بمساندة الأشقاء المخلصين تقود الأمة وتعمل لحفظ أمن المنطقة وهي أهل لذلك.

الحديث يطول والأهم، أننا في وطننا نتفهم مواقف القيادة السياسية ونقدر كل أدوارها.. وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]