أهمية التشكيل

الجمعة - 09 يونيو 2017

Fri - 09 Jun 2017

منذ فترة استمعت إلى أحد مذيعي التلفزيون السعودي يلفظ كلمة «المسفلة» بتشكيل خاطئ؛ والمسفلة حي من أكبر الأحياء في مكة المكرمة، فقد نطقها: المُسَفَّلة (بضم الميم وفتح السين وفتح وتشديد الفاء)؛ والصحيح هو أن يكون نطقها هكذا: المِسْفَلَة (كسر الميم وإسكان السين وفتح الفاء واللام). أنا لا ألقي بكل اللوم على المذيع، إلا أنه يتحمل بعضه، فكلمة غير مألوفة بالنسبة للمذيع كان ينبغي أن يتأكد من نطقها مقدما، ولن يعدم من يستطيع مساعدته. ولطالما استمعنا إلى كثير من هذا القبيل.

غير أنه كان الأجدى بمحرر النصوص في مرفق هام كهذا أن يبادر بتشكيل كل كلمة يحتمل أن تنطق بطريقة خاطئة، وألا تترك لاجتهادات المذيع أو القارئ أو المتعلم.

إن قليلا من الجهد في تشكيل بعض الكلمات سيكون له مردود عظيم، وبطبيعة الحال، سيكون جهدا إضافيا على مسؤولي التحرير في المطابع ووسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، وكذلك على الكاتب الذي يهتم بتحرير كتاباته بنفسه؛ لكنه سيكون ذا ثمرة واضحة تستحق ذلك الجهد؛ وسيكون إضافة نوعية ترفع من مستوى القارئ، خاصة بالنسبة لحديثي العهد بالقراءة والكتابة كالأطفال وطلاب المدارس الدنيا، وسيتحقق الكثير من الفوائد؛ ومنها:

1. انتباه القارئ للفظ الكلمات لفظا صحيحا يتناسب وموقع الكلمة من الإعراب؛ ومن ثم التعود على عدم اللحن. فقدامى العرب لم يتلقوا دروسا في النحو والصرف؛ ومع ذلك لم يلحنوا بسبب تعودهم على سماع ولفظ الكلمات بألفاظها الصحيحة.

2. اللفظ الصحيح لبعض الكلمات مثل كلمة: اللِّيث؛ وهي مدينة سعودية معروفة؛ فتلفظ خطأ: الَّلَيْث؛ لمعرفة سابقة بهذه الكلمة والتي تعني الأسد.

3. إن اختلافا في لفظ بعض الكلمات يغير المعنى تغييرا كاملا؛ كما هو الحال في الفرق بين كلمتي: مَدْرَج ومُدَرَّج؛ وكلمتي: شَعْبِيَّة وشُعَبِيَّة؛ فنسمع من يقول إن فلانا أصيب بنزلة شَعْبِيَّة والصحيح أن تكون: شُعَبِيَّة (بضم الشين وفتح العين وكسر الباء وفتح وشد الياء).

4. إن بعض التوسع في تشكيل الكلمات مفيد جدا للكثير سواء كانوا دارسين أو قراء أو مهتمين بتعلم اللغة العربية كغير الناطقين بالعربية وطلاب الجامعات وغيرهم.

وتكون العناية بتشكيل الألفاظ في المطبوعات باختلافها، وفي وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، وفي اللوحات الإرشادية واللوحات الدعائية والمعالم ونصوص خطب الخطباء وغير ذلك.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال