إفطار الصائم وإهدار المبالغ

الجمعة - 09 يونيو 2017

Fri - 09 Jun 2017

لا يمكن تخيل ما ينفقه السعوديون على إفطار الصائمين بالمساجد، ولا أبالغ إذا ذكرت أنه ربما يتجاوز المليار ريال على مستوى مناطق المملكة، هذا المبلغ لو صرف على مساعدة زواج الشباب، أو صرف لفتح مشاريع لهم لكان بالإمكان ألا توجد بطالة، بينما يصرف على إفطار عمالة أجنبية دخل الواحد منهم يتجاوز باليوم خمسمئة ريال، ومعظمهم يعملون بالورش والسباكة والكهرباء.

والغريب بالأمر بأن أكثرهم يأخذ الألبان وعلب المياه ليبيعها بنصف قيمتها، هذا ما لاحظته أنا.

وكان بالإمكان إنفاق هذه المبالغ لتسديد الديون، ودفع إيجارات المطلقات والأرامل، رغم أن الدولة أيدها الله لم تأل جهدا في مساعدة تلك الفئة من المجتمع، لكن علينا أن نبذل الجهد للوقوف مع هؤلاء ومراجعة الإنفاق على هذا المشروع الذي يدر ملايين الريالات على المطاعم والمخابز التي تكلف من قبل القائمين على هذه الفكرة.

برأيي يجب أن يقتصر مشروع الإفطار على مساعدة الأسر المحتاجة ومساعدة المساجين، وذلك أفضل بكثير من تكدس الأطعمة بالمساجد، وفي النهاية توضع في النفايات، علينا تدارك هذا والعمل على توصيل هذه الصدقات لمن يستحقها من المواطنين. معظم العمالة لا يرون في هذا صدقة، وعشرات الأسئلة جالت في خاطري قبل إلقاء الضوء على هذا الموضوع، ومعظم الباذلين منهمكون بالبذل ولا يدركون حصاده بل لا يوجد لديهم الوقت الكافي للاستماع لفكرة بلورة هذا المشروع لخدمة أبناء الوطن على مبدأ: الأقربون أولى بالمعروف. وهكذا يمضي الوقت بلا نهاية بمشروع سفرة إفطار تتجاوز الخمسين مترا يوضع عليها ما لذ وطاب من الأطعمة في كل مسجد، وفي النهاية توضع في سلة النفايات.

قبل شهر رمضان تجد إعلانات المطاعم وشركات المياه والألبان في كل صحيفة، والسبب المكاسب وضخ مبالغ في حساباتها بهدف الربح، ولو أن الجمعيات الخيرية تبنت هذه الفكرة وعملت على جمع تلك الصدقات ووضعتها في حساب موحد ودفعتها لمن يستحقها لكان أفضل بكثير من وضعها لإفطار أولئك العمالة بسبب أنهم ليسوا بحاجة.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال