خبراء: لجوء الدوحة للأتراك دليل إفلاس

الجمعة - 09 يونيو 2017

Fri - 09 Jun 2017

أكد أعضاء مجلس شورى واقتصاديون أن حركة قطر التصعيدية باستقدام قوات تركية إلى الخليج يدل على الوضع المتأزم الذي وصلت إليه القيادة القطرية في التعامل مع الوضع الذي أحدثته بنفسها تجاه المملكة وبعض دول الخليج، لافتين إلى أن الدوحة قررت الهروب إلى الأمام بدل حل المشكلة في إطار البيت الخليجي، في موقف يدل على نية مبيتة تؤكد ما ذهبت إليه المملكة في فضح نوايا القيادة القطرية في تهديد أمن المملكة وبعض دول مجلس التعاون الخليجي من خلال دعم من تصفهم بالمعارضين لتنفيذ أعمال إرهابية في بعض الدول الخليجية، والعمل على تشويه سمعة المملكة ودول خليجية أخرى في محافل دولية، لافتين إلى أن الخطوة القطرية خطيرة، وتنذر بمرحلة جديدة من عسكرة الخليج.



وكان البرلمان التركي أقر أمس الأول إرسال قوات تركية بشكل سريع إلى قاعدة عسكرية تركية في قطر، لدعم الدوحة في مواجهة ما أسماه قرار السعودية والإمارات والبحرين ودول أخرى عزلها دبلوماسيا وحصارها، ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي قوله إن «تمرير القرار كان سريعا وسنبدأ بعملية انتشار الجنود في قاعدتنا في قطر في أسرع وقت ممكن، وذلك بسبب تصاعد الأزمة».



استقدام المرتزقة لن يجدي

وأوضح عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة أن إدخال تركيا في الأزمة يثبت ضلوع القيادة القطرية في مساندة الأفكار الإخوانية الشاذة التي تجد بعض الدول التي تدعمها بفعل التعصب، إلا أنه قلل من تأثير تدخل تركيا في تغيير الوضع أمام المواقف الدولية الكثيرة المساندة لموقف المملكة والدول الخليجية والعربية المتضررة من السياسة القطرية، مشيرا إلى أن جلب 1000 جندي تركي أو أكثر لن يغير من الوضع شيئا، حيث سيكونون مجرد جنود مرتزقة، إلا أننا نستغرب في الوقت نفسه موقف النظام التركي الذي نقض كل الاتفاقات مع المملكة والدعم الكبير الذي قدمته المملكة لتركيا في مختلف المجالات ليتدخل بشكل سافر إلى جانب قطر.



جبلوا على نقض المواثيق

بدوره أشار المحلل الاستراتيجي والاقتصادي محمد الضحيان إلى أن الموقف التركي غير مستغرب، حيث إن هذه الدولة بقيادتها الإخوانية تعبر عن طبيعة هؤلاء في نقض المواثيق واستغلال الفرص، مشيرا إلى أن تركيا ستجني مليارات عدة من الدولارات لقاء إرسال بضع مئات من قواتها إلى قطر ربما لقمع كل من يعارض بالداخل الوضع الذي أحدثته القيادة القطرية في تعاملها مع جيرانها في الخليج.



انتحار بطيء

وأضاف الضحيان: ما تقوم به قيادة قطر يعد نوعا من الانتحار البطيء، حيث تستنزف الثروة القطرية في وقت تؤكد التقارير التكلفة الباهظة لإنتاج الغاز وتصديره في ظل الأوضاع الراهنة، وعدم وجود بدائل أخرى مناسبة للتصدير.



وأشار الضحيان إلى أن الغاز يتم استخراجه من جوف الأرض بطبيعة سائلة ولكنه يخرج إلى السطح بطبيعة غازية طيارة، وعند تصديره لا بد لإعادته إلى طبيعته السائلة عبر عمليات معقدة أصبحت الآن مكلفة، ولذلك ستعاني قطر من ارتفاع تكلفة الإنتاج إذا لم يتغير الوضع الحالي.



سياسات قطرية خاطئة

وأشار نائب رئيس اللجنة التجارية بغرفة الشرقية شنان الزهراني إلى أن ما أقدمت عليه قطر من استقدام جنود أجانب إلى الخليج أمر في غاية الخطورة، خاصة أن المملكة ودول الخليج لم تطلب من الدوحة سوى الالتزام بالأنظمة والمواثيق التي وقعت عليها مع دول مجلس التعاون في الحفاظ المشترك على أمن الدول الأعضاء.



وقال الزهراني: لا شك أن الأمر مؤسف ويدل على عدم حكمة في التعامل مع دول شقيقة لا تريد سوى المصلحة المشتركة لجميع الدول، لافتا إلى أن السياسات الخاطئة التي تسلكها قطر كلفتها خسائر باهظة جدا، وسترتفع الفاتورة التي ستدفعها هذه الدولة بالعملة الصعبة ومن قوت الشعب القطري الذي نكن له كل المحبة كشعب شقيق.