عبدالله المزهر

أقساطكم أعماركم تمشي على الأرض

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الجمعة - 09 يونيو 2017

Fri - 09 Jun 2017

الانتظار والأقساط هما الطريقتان الوحيدتان المتاحتان والممكنتان لإبطاء عجلة الوقت المتسارعة. فالانتظار يبطئ الدقائق والساعات، أما الأقساط فإنها تعوق السنوات والأعمار، فأنت تستمر في الدفع شهريا ومع ذلك لا يتحرك عقرب «السنوات».



لكن ومع هذا فإن اليوم هو اليوم الـ14 من شهر رمضان، وهذا يعني أن الأيام كانت سريعة بالفعل، وأنا أتمنى أن تستمر على هذه الوتيرة حتى أنتهي من دفع آخر أقساطي ثم عليها أن تستريح بعد ذلك وتتخلى عن ركضها وتمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل.



الأيام سريعة والصيام في هذا العام كان لذيذا وخفيفا رغم حرارة الجو وطول ساعات الصيام، لكن الإنسان يؤتى دائما من حيث لا يتوقع ولا يحتسب، ويبدو أن الحسنات التي جمعها الشعب السعودي من بداية رمضان قد أخذها الزوري والمسيليم والخيبري ورفاقهم في مباراة المنتخب السعودي يوم أمس أمام المنتخب الأسترالي دون أن يبذلوا أي مجهود يذكر للحصول على تلك الحسنات.



والحقيقة ـ كما تعلمون ـ أن متابعة مباراة لكرة القدم دون شتائم أمر بالغ الصعوبة ويكاد يكون مستحيلا، لا بد من شتيمة صغيرة جهرا وشتيمة قبيحة سرا، أو كلاهما سرا وجهرا. ولذلك فإن متابعة مباراة في نهار رمضان تعد أمرا بالغ الخطورة على الصيام، ومن حسن حظ الشعب السعودي أني لست مفتيا وإلا لأخبرت كل من شاهد مباراة الأمس بأن عليه القضاء.



وبالنظر للجانب المكسور من الكوب الفارغ فإن الأمر لا يتعلق بيوم الأمس ولا بالمباراة، فمنذ بدء الشهر والشتائم هي البضاعة الأكثر رواجا في كل مكان، وعلى كافة الأصعدة والمستويات.



وعلى أي حال..

سواء كانت الأيام سريعة أم بطيئة فإن الحياة لا تتوقف إلا مرة واحدة، ولذلك فهي لا تجيد الانتظار، وكنت سأقول لكم بأن خدعة فيروز التي تعتمد على «التخبي عن درب الأعمار» لم تعد تجدي نفعا، ولكني تراجعت عن قول ذلك، لأن فيروز أيضا ستجرح صيامكم الذي أثخنته الجراح من كل حدب وصوب.



@agrni