آلاء لبني

السباق الرمضاني الإعلامي

الجمعة - 09 يونيو 2017

Fri - 09 Jun 2017

حصيلة المعرفة التي تتراكم لدى الإنسان من خلال تجاربه وخبراته ومجموع ما يشارك به من حوارات وما يشاهده ويتابعه تبلور شخصيته.

في إحدى المرات شاهدت فيلما وثائقيا يعرض ثلاث تجارب مختلفة، قسم الأطفال لثلاث مجموعات بحيث عرض على المجموعة الأولى رجلا يهاجم دمية، أما الثانية فعرض عليهم رجلا يهتم بدمية، أما المجموعة الثالثة فعرض مقطعا لرجل لا يكترث بأمر الدمية، بعد ذلك بوقت قصير وضعت المجموعة الأولى في الغرفة مع الدمية، فقلد أطفال المجموعة الأولى السلوك الذي شاهدوه سابقا 7 من 9 أطفال قلدوا السلوك العدواني، والمجموعة الثانية حاكوا السلوك الحسن ولم يبدوا أي سلوك عدواني، والمجموعة الثالثة مارست السلوك الذي شاهدته فلم تبال بالدمية! تجربة تدعو للتفكير ألف مرة بما يشاهد أطفالنا، يصدق الأطفال كل ما يشاهدونه ويرونه حقيقة، تخيل ماذا يشاهدون في ألعاب الفيديو العنيفة ومدى التأثير السلبي على عقولهم.

كم ندمر أطفالنا بتلك البرامج والألعاب التي نعتقد أننا نستريح من أصواتهم ومشاجرتهم.

حقيقة التأثير اللاواعي يمتد عبر تكرار عرض الأفكار والحوادث، سواء كان التأثير واعيا أو لاواعي، فالإعلام يصنع هوية الأفكار مع الزمن، واليوم اتسعت دائرة التأثير بوجود وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى قدر الأثر السلبي وتعاظمه بالبرامج السخيفة إعلاميا، فالإعلام الهادف ازداد تواجده ومساحته، في السنوات السابقة كان البحث عن المفيد والقيم في المحتوى أمرا محالا ونادرا جدا.

مع طبيعة حال محدودية الأوقات الرمضانية وتسارع أيامه مع ذلك ينشط الإنتاج الإعلامي بكافة أنواعه كالمسابقات، الحوارات المسلسلات.. إلخ.

إن تزاحم البرامج هادفة الطرح المحتوى السخيف أمر صائب يستقطب بعض فئات المشاهدين.

بالشاشات الرمضانية ستجد ما يدفعك للرقي وتجد ما يجرك للوقاحة والاستهتار (كبرنامج رامز؟! الذي يحظى بوقت الذروة من المتابعين ليصبح عادة رمضانية تتنافى مع الأخلاق والآداب، ومشاهد السب والضرب والاستهزاء من أجل الأموال تكسر كل القيم، للأسف نهج التكرار سيجعل الفكرة مقبولة من الشباب، في أول ظهوره لم يكن مقبولا واليوم أصبح مقبولا ومتابعا من الجميع، للأسف تلك مصيبة الإعلام ومقدرته في تغيير تقبل الأمور بالتدريج.

في ذات الجانب قدم مفيد النويصر برنامج من الصفر لعامين متتاليين بفكرة رائعة تسلط الضوء على الناجحين في مجتمعنا، مما يوقد ضوء الأمل، ويفتح المجال ليعرف العالم العربي كيف بنى الإنسان السعودي هذه الأرض، واستضاف المرأة والرجل على السواء.

أتمنى أن يوثق ويتحول لكتاب، وإن كان الكتاب في العالم العربي أقل أهمية من التلفاز، ولكنه سيعتبر توثيقا مهما لأهم الشخصيات بعد موافقتهم. هذا هو الدور الإعلامي الذي يشاد به والذي يجعل من الوقت الذي تقضيه وقت علم وتعلم.

تفاصيل التجارب والخبرات تثرينا وتنير عقولنا، السباق الرمضاني الهادف قدم الكثير من البرامج منها: إبداعات أحمد الشقيري قمرة 2 في إطلاق قدرات العالم العربي، ومبادرة صناع الأمل التي أطلقها محمد بن راشد آل مكتوم لتكريم جنود الإنسانية.

وبرنامج إدارة العافية د. وليد الفتيحي في نهج حياة العافية تملؤه القرارات الحكيمة، وبرنامج فسيروا لفهد الكندري وفكرته جميلة بمشاركة المشاهد ببعث فيديوهات عن التفكر، والدعوة للتفكر (عبادة العقل) التي قصر في تعليمها مما ساهم في عدم الوعي الشامل لمعاني التربية الإسلامية.

ختاما.. خصصوا مساحة للمتابعة الهادفة لطمأنينة النفس وتنمية روح العطاء.

Alalabani_1@