للسياسة أهلها!

الخميس - 08 يونيو 2017

Thu - 08 Jun 2017

سألت نفسي هل يحق لي أن أفتي في الأمور السياسية وأن أخوض في تفاصيلها وأتعمق بين متاهاتها، فوجدت أنني تهت بين التساؤل فكيف سيكون الحال عند الإجابة التي لم تأت بعد.

بعد عدة تساؤلات خرجت باتفاق نهائي بيني وبيني، وهو أن السياسة لها أهلها ومختصوها ولا يمكن لأي فرد أن يكون ذا خبرة سياسية بين يوم وليلة.. لذلك كيف سيقتنع الآلاف وسط تويتر وقروبات الواتس اب والفيس بوك بأن كثيرا مما يقال أو يتم تداوله لا أساس له من الصحة، وغياب المعلومة الصحيحة أكبر دليل على أن هناك مجموعة كبيرة من الأشخاص يتعاطون السياسة بتعمق دون الإلمام بها.

ليس سلبا أن يشارك الشخص في الأمور السياسية التي تخص وطنه، بل يعبر ذلك عن نضج المجتمع، ولكن الإفتاء والاجتهادات وتداول الشائعات قد تهدم تلك الميزة التي يملكها المجتمع لتحوله إلى مجتمع يفتي بما يعرف وما لا يعرف وهذه مشكلة.

في الوقت نفسه لا يمكن أن نفصل المجتمع عن أي قضية تخصه سياسية أو غير سياسية، ولكن بالإمكان أن تأتي التوعية بأن الخوض في التفاصيل والأقاويل الخاطئة ونشرها من شخص لآخر ليس بالأمر الإيجابي بل إنه يعبر عن حالة المجتمع العشوائي، وإن الأخبار والتصريحات والقرارات يجب أن نأخذها من مصادرها الرسمية.

وقبل أن أمسك برأي المتعاطفين والنبلاء الذين يقولون بأن أبناء الخليج كتلة واحدة لن تفككها السياسة، وقبل التحذير من المندسين أصحاب التصريحات الموجهة والتي تهدف لإشعال الفتنة بين أبناء الخليج، جاء تأكيد القيادة بأن المجتمع الجار قطر أمنه من أمننا في جميع الظروف، وهذا ليس غريبا على المملكة العربية السعودية وتعاملها في كل زمان ومكان، وستواصل الأمور السياسية بأيدي مختصيها المتمرسين جميع الخطوات التي يجب أن تكون.

في نهاية الأمر ليس لنا إلا أن نكون مع الوطن أينما ذهب، وأن نحتضن كل قرار سياسي تصدره القيادة لأنها أدرى بأمننا واستقرارنا ومستقبلنا، ليأتي الإيمان كل الإيمان بأنه لا خيار مع الوطن.