قطر.. المواقف المتناقضة

الأربعاء - 07 يونيو 2017

Wed - 07 Jun 2017

التزمت السعودية الحكمة لأكثر من عشرين عاما، ونفد صبرها حيال الموقف القطري وخروجها عن منظومة دول مجلس التعاون ومحاولتها إحداث الشرخ العربي بسبب تعاملها مع النظام الإيراني.

وفي المقابل كانت ردود الإعلام السعودي صريحة في تناول المشهد، وأمس الأول أعلنت السعودية مقاطعتها لدولة قطر لإيمانها بأن السياسية القطرية لن تتغير تجاه أشقائها في دول مجلس التعاون إلا إذا عوقبت بالمقاطعة وأدركت خطورة الموقف، ولا يمكن أن يجهل المتابعون مواقف الحكومة القطرية المتناقضة بين الحين والآخر وعلاقاتها الدبلوماسية مع النظام الإيراني والمنظمات الإرهابية والميليشيات المتعددة، المقاطعة العربية لها مردودها الإيجابي.

وسيتعرض الاقتصاد القطري للانهيار ما لم تعد قطر ترتيب أوراقها والعودة للصف العربي، لا سيما أن النظام الإيراني ينتهز مثل هذه الفرص ويقتنص أبسط الخلافات العربية ليصطاد في المياه العكرة لتحقيق مصالحه الخبيثة، ولعل موقف السعودية وأشقائها في دول المجلس واضح وصريح من الموقف القطري منذ إدانة قطر الموقف الأمريكي ضد إيران، وخرق الاتفاقيات التي وقعتها قطر تحت مظلة دول مجلس التعاون، كما أنها لم توف بوعودها وتهربت كثيرا من مواقفها، وعداؤها واضح للسعودية ودول المجلس وكذلك دعمها للتطرف وزعزعة الأمن والاستقرار في البحرين، ومحاولة إسقاط حكومتها.

وطالت أيادي الغدر القطري مصر بتدخلها في شؤونها، ودعمها التنظيم الإخواني، لذلك كان التصدي لهذه الأعمال هو الحل الجذري لقطع أيادي الفتنة ووضع النقاط فوق الحروف والالتزام بالمواثيق العربية، لذلك فإن عزل الدوحة عن المنظومة العربية الخليجية يبدو طبيعيا، وإن أتى قرار المقاطعة متأخرا، ولكنه كان لأجل بقاء قطر في الحضن الخليجي، وإن كانت الدوحة أخذت فرصتها كثيرا ولكن كما يقال آخر العلاج (الكي).

وإني على ثقة تامة بأن المقاطعة ستؤتي ثمارها وسيكون التعامل مع الملف القطري مستقبلا بحذر، ولا بد أن يعي المواطن الخليجي والعربي تلك الخطوة التي اتخذتها السعودية بعد رصد تجاوزات قطر ودعمها للإرهاب والانفصاليين، ودعمها للثورات العربية أثناء اندلاعها. م

اذا تبقى لقطر حتى تعيد علاقتها لدول الخليج، وما هي الضمانات التي سوف تقدمها ليثق بها الجميع، إذا ما علمنا أن هناك شروطا وأنظمة بمنع الشذوذ والانفصال ما بين الدول المتحالفة حتى في التحالف الأوروبي فكيف بالتحالف العربي؟ أعتقد لن يكون هناك قبول للموقف القطري بعدما اتضحت الصورة، وتبعثرت ألوانها وانكسر بروازها، ووقعت قطر دمية يتلاعب بها المجوس والمنظمات، ولا أبالغ إن قلت ستتجرع قطر الكأس الذي سقته لغيرها وستفقد الكثير جراء تدخلاتها المخيبة للآمال.