سعد السبيعي

التصنيع العسكري.. نقلة نوعية نحو الاقتصاد العالمي

نحو الهدف
نحو الهدف

الأربعاء - 07 يونيو 2017

Wed - 07 Jun 2017

منذ أن أعلن صندوق الاستثمارات العامة الذي يرأسه ولي ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، عن إنشاء شركة صناعات عسكرية وطنية جديدة تحمل اسم «الشركة السعودية للصناعات العسكرية»، تعد هذه الخطوة المباركة الطريق الممهد بإذن الله نحو الانتقال إلى الاقتصاد العالمي، فالمملكة تعد من أكبر خمس دول إنفاقا على الأمن والدفاع على مستوى العالم، إلا أن الإنفاق الداخلي لا يتعدى نسبة 2% من ذلك الإنفاق.



ويتمثل الهدف الاستراتيجي للشركة في الوصول إلى مصاف أكبر 25 شركة صناعات عسكرية عالمية بحلول عام 2030، بما يجعل المملكة شريكا قويا في قطاع الصناعات العسكرية على الساحة العالمية، حيث يتوقع أن تبلغ مساهمة الشركة المباشرة في إجمالي الناتج المحلي للمملكة أكثر من 14 مليار ريال سعودي، كما ستخصص الشركة نحو 6 مليارات ريال سعودي للاستثمار في عمليات البحث والتطوير، وستوفر أكثر من 40 ألف فرصة عمل، معظمها في مجال التقنيات المتقدمة والهندسة، كما ستسهم الشركة في توليد أكثر من 30 ألف فرصة عمل غير مباشرة وخلق المئات من الشركات الصغيرة والمتوسطة.



وستسعى الشركة إلى أن تكون محفزا أساسا للتحول في قطاع الصناعات العسكرية، وداعما لنمو القطاع ليصبح قادرا على توطين نسبة 50% من إجمالي الإنفاق الحكومي العسكري في المملكة بحلول عام 2030 بإذن الله، حيث إنها ستؤثر إيجابيا في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة وميزان مدفوعاتها، وذلك لأنها ستقود قطاع الصناعات العسكرية نحو زيادة المحتوى المحلي، وزيادة الصادرات، وجلب استثمارات أجنبية إلى المملكة عن طريق الدخول في مشاريع مشتركة مع كبرى شركات الصناعة العسكرية العالمية، وستزيد الشركة الطلب على المنتجات المحلية من المكونات والمواد الخام كالحديد والألمنيوم، والخدمات اللوجستية وخدمات التدريب. وستطرح الشركة منتجاتها وخدماتها في أربعة مجالات حيوية يكمل بعضها بعضا، وتوفر الحاجات الرئيسة للقطاع العسكري في المملكة مستقبلا، مع الاستفادة من القدرات الصناعية العسكرية الحالية بالمملكة.



ختاما.. تمثل الشركة الجديدة مكونا مهما من مكونات رؤية المملكة 2030، ونقطة تحول فارقة في نمو قطاع الصناعات العسكرية السعودي، إذ ستصبح منصة مستدامة لتقديم المنتجات والخدمات العسكرية التي تستوفي أرفع المعايير العالمية، وسيقوم صندوق الاستثمارات العامة باستكمال الإجراءات النظامية لاستخراج التراخيص اللازمة من الجهات ذات العلاقة، ولضمان توطين مثل هذه المهارات وتنمية الكفاءات السعودية واستبقائها تخطط الشركة لإعلان عدد واسع من برامج وفرص التدريب والرعاية للطلاب في الجامعات والكليات التقنية والفنية في جميع مناطق المملكة.

يذكر أن صندوق الاستثمارات العامة يمتلك محفظة متنوعة تشمل 200 استثمار تقريبا، 20 منها مدرجة في سوق الأسهم السعودية (تداول).

@saadelsbeai