شاهر النهاري

عزلة قطر والطابور السابع

الأربعاء - 07 يونيو 2017

Wed - 07 Jun 2017

تتوارد الأخبار من السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن والمالديف وموريشيوس وليبيا بقطع علاقاتها مع دولة قطر، وإغلاق الحدود والمجال الجوي أمامها.



وقد أصدرت كل دولة منها بيانا منفصلا بأسباب قرارها، متفقة على دور حكومة قطر الفاعل في دعم الإرهاب، والتدخل الصريح في شؤونها الداخلية.



أخبار تزيد الحسرة في محيط شرق أوسطي مشتعل بالخيانات والثورات، والإرهاب، والحشود الشعبية، والأحزاب المقاتلة، والانقسامات، وتأتي بالضرر على شعب عربي خليجي محبوب، يمثل جرحا في الخاصرة الخليجية والعربية يسعد الأعداء.



البتر كان العلاج، فبتفكير بسيط، ونظرة لواقع الدول المقاطعة لحكومة قطر، خلال العقدين الماضيين، نجد أنها قد عانت كثيرا، من التعريض والتحريض، والخيانات والأعمال المنكرة من قبل الحكومة القطرية، التي تمتلك الفكر المتشدد، والمال الغزير، تسخره للعبث بمصائر شعوب وحكومات تلك الدول.

ومن عجب أن تقوم إيران، وميليشيات الحوثي على الفور بالتضامن مع حكومة قطر، فكأنها تثبت تهمة الإرهاب المشترك بينها.



وفتح المزاد، فقدمت عدة دول عربية وأجنبية نصائحها للطرفين بالتروي، والأخذ بالأسباب لتجنب تمادي الشق الخليجي، كما عرض بعضها التدخل للإصلاح بين الإخوة المختلفين، ومن بينها تركيا، والتي لن تسمح ضبابية مواقفها القديمة مع الإخوان بتمثيل الحكم المنصف العدل.



وهاجت مواقع التواصل الاجتماعية بعدة هاشتاقات متنوعة كان بعضها عقلانيا، وكان بعضها يميل إلى هذه الجهة، أو تلك، وكان أن وجدنا ما أسميه بالطابور السابع، والمتحور عن الطابور الخامس الخائن بكون أصحابه مغيبين، يحكمون على ما حدث بواسطة مفهومهم المتشدد، وأمانيهم بنشوء دولة الخلافة الإسلامية، حتى ولو كان الثمن مكتسبات ومصائر الأوطان والشعوب المسالمة!



رسائل زيف مخادعة مغلفة بشعارات حب للشعب القطري، وهي تخفي في جوفها حقدا وإرهابا فكريا، واحتضانا لفكر وجماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، وأصوات تطالب بعدم محاسبة المخطئ، مهما فعل بأوطاننا، ومصائرنا!



طابور سابع، لا تعرف كيفية التعامل معه، فالخلل يكمن في أفكاره المريضة، وهو يشجب حقائق دبلوماسية، لها دلالاتها، ورجالاتها، ولها حلولها، التي لن تغلب السعودية ولا بقية المقاطعين من الوصول إليها، بحزم وحكمة.



طابور سابع ظل يبث رسائل فتنة وشر، تطالب السعوديين بعدم التفاعل مع ما يحدث، وعدم الوقوف ضد حكومة قطر، بادعاء التعاطف الشعبي، الذي يستطيع العاقل أن يعرف خبث أهدافه، بأن نظل صامتين، أمام ما يحدث، حتى تكون الغلبة للأصوات المعاكسة المنادية بصواب مواقف حكومة قطر، وزيغ حكوماتنا المتضررة!



طابور سابع، مخادع، كان يعمل بجهود مضاعفة لتغيير الصورة الحقيقية، ونصرة شرور تميم، ومنع الشعوب عن إبداء آرائها في مصالحها، ومواقفها ممن يهدد مستقبل بلدانهم!



طابور سابع، لا شك أن رسائله المتقنة المتباكية، والمرسلة بالوسائل الاجتماعية مدعومة بقوة من طرف النزاع الخاسر، أو من قبل من يؤيدونه مثل إيران، والحوثي، وحزب الله، وداعش والحشد وغيرهم.



طابور سابع يجر خلفه قطيعا من الغافلين عما يحدث، ومن المتعاطفين مع التشدد، وممن ما زالوا يحتقرون شعوب الأرض كافة، ويؤكدون بأن لهم الصدر دون العالمين، أو القبر.



طابور سابع لا بد أن نسأل أنفسنا عن مصداقيته ونواياه، ودون عواطف كاذبة، ستفقدنا أوطاننا لو صمتنا عنه.