أحمد الهلالي

من يهدد أمن الخليج يا تميم؟

الثلاثاء - 06 يونيو 2017

Tue - 06 Jun 2017

نشأت المنظومة الخليجية منذ تأسيسها على المحبة والمصير المشترك، وظلت جبلا راسخا يواجه كل الأخطار مجتمعا لا صدع فيه، عدوها واحد وصديقها واحد، دعمت الدول العربية لمواجهة أخطار أعدائها، وكان دعمها لا حدود له في مواجهة (تصدير الثورة) إلى العراق، لكن غدر صدام واحتلاله للكويت جعلا الخليجيين في مواجهة صديق الأمس، فاستطاعوا طرده صاغرا من الكويت، ولم يهادنوا طهران نكاية بصدام، بل ظل موقفهم راسخا منها لعلمهم الأكيد بمخططاتها.



إيران التي استهدفت حجاج بيت الله الحرام أكثر من مرة دون اعتبار لدين ولا جوار ولا خلق، وأحرقت سفارة السعودية، وتحتل جزر الإمارات، وتزرع خلايا التجسس في الكويت، وخططت لابتلاع مملكة البحرين لولا تصدي درع الجزيرة (الخليجي)، وتهدد بالسيطرة على مضيق هرمز وبحر عمان، وتمارس أدوار التمزيق في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ولا تزال تعلن وتسعى لتنفيذ مخططاتها، ومع كل هذا تجد قلبا حانيا في (الدوحة)، يرى أن استعداءها ليس من مصلحة المنطقة، وأنها ضامن لأمن الخليج (يا كبرها عند الله يا شيخ تميم)، ثم يرى أن حذره من أشقائه الخليجيين أولى من حذره من عدوهم، ليحدث دون وعي الصدع في جبل الوحدة الخليجية.



لقد تجاوز الخليجيون بحكمة العقلاء كل الزوابع التي صنعتها قطر لتعكير صفو الإخاء، وفرحوا (باتفاق الرياض 2014) الذي تعهدت فيه قطر باحترام ثوابت مجلس التعاون، لكن كل ممارسات الدوحة تأبى الالتزام، سواء بإيواء الجماعات المتطرفة والأبواق الناعقة ضد دول المجلس، أو بتصريحات أميرها المؤيدة لطهران، أو تلميحه بأن قاعدة (العديد) موجهة ضد جيرانه الخليجيين، متناسيا أن الأمن السعودي هو من أنقذ قاعدته الأمريكية من إرهاب تنظيم القاعدة عام 2005.



منذ إنشاء الدوحة قناة الجزيرة أطلقت لها العنان في مهاجمة دول المجلس، وتفننت في استهداف كل صغيرة وكبيرة، فقد جعلتها منبرا لابن لادن والظواهري ونصر الله وكل بوق ناعق ضد أمن منطقتنا على مدى سنوات طوال، وها هي اليوم تتوجع من استنكار الإعلام الخليجي لشذوذ الحكومة القطرية عن قاعدة الإخاء والتعاون والمصير المشترك.



ختاما: يؤمن عقلاء الشعب القطري أن هدف السعودية ودول مجلس التعاون أن تظل وحدتنا الخليجية ممتدة وشامخة، وأن الشعب القطري مكون أساسي في هذه الوحدة، ولذا فعليهم إسداء النصح لحكومتهم أن ترعوي، وتتمثل ثوابت المجلس احتراما وامتثالا، وتكف عن تصوير الخلاف السياسي خلافا شعبيا، فليس بين شعوب الخليج إلا المحبة والإخاء، وهم أكثر إدراكا لخطورة (إيران) التي تبحث عن موطئ قدم في الخليج لكنها لن تجده بإذن الله.



ahmad_helali@