شاهر النهاري

فنون رمضانية

الاثنين - 05 يونيو 2017

Mon - 05 Jun 2017



لكم نشعر بحميمية دخول شهر رمضان العظيم، وكم من الذكريات الطفولية تدغدغ مشاعرنا بخصوصية الفنون الرمضانية الجميلة، والتي كانت في الغالب تأتينا من مصر، على متن الأثير؛ لتؤثر في تركيبتنا، ومخزوننا الثقافي، حتى إننا لم نعد نستنكرها في أيامنا الحالية، وكأنها نسجت بلهجاتنا الخاصة، رغم أننا ربما لا نستوعب بعض مفرداتها، المنقوشة في أجوافنا، بلغة المشاعر.



وأولها أغنية محمد عبدالمطلب:

رمضان جانا، وفرحنا به

بعد غيابه، وبقاله زمان

غنوا وقولوا، شهر بطوله

أهلا رمضان، رمضان جانا



تلك الترنيمة الروحانية، التي تخيلت في طفولتي أنها تأتي على لسان المسحراتي، وهو يدور في هدوء حاراتنا القديمة، سواء كان يحمل طبلة، أو أنه مجرد مبلغ بصوته الجهوري، وتهليلاته، وتكبيراته.



كما لا ننسى دويتو المطربة صباح وفؤاد المهندس، وهو يطالبها بتحضير الكثير من أصناف الأطعمة قبل الإفطار:

يا خواتي صايم، وراجل شقيان، ومراتي عايزه تجوعني، حتى في رمضان. وهي تصرخ بقهر: الراجل ده حيجنني، طير مفاتيح عقلي مني. يا عالم فهموه رمضان ما عمروش قال كده، رمضان قال احمدوه، والحمد مش بالشكل ده.



ولعلنا نتذكر أنشودة (هاتوا الفوانيس) للثلاثي المرح:

هاتوا الفوانيس يا أولاد هاتوا الفوانيس، ها نزف عريس يا ولاد، هيكون فرحوا تلاتين ليلة، هنغني ونعمل هوليله، وهنشبع من حلوياته، هنغير ريقنا على خشاف، والفول راح يتاكل حاف، وكنافه وقطايف بيضه، وهتكون سنتكم بيضه، والصايم يديه حسناته.

ومن ينسى أغنيتهم و(حوي يا وحوي):



بيتك عمران بيميش رمضان

وحوي يا وحوي، مرحب رمضان

رمضان جنة، جت من الرحمن

أصحي يا نايم ربك دايم

ده سحور بركه وخير للصايم

شمعة بتكبر، أيوحه

في فنوس أخضر، أيوحه.

ورغم وجود أهازيج رمضانية خاصة لدى معظم الشعوب العربية عن رمضان غير أنها لم تشتهر مثل نظيراتها المصرية، وقد يكون السبب تقدم الفنون والإعلام في مصر منذ زمن بعيد، أو أن بعض الشعوب كانت تخشى إقران شهر رمضان بالموسيقى والغناء.



وقد حاول في السنوات الأخيرة كثير من المطربين المحليين والعرب ردم النقص في التراث الفني المحلي، فقدموا الكثير من الأناشيد والأغاني، التي لم يبلغ معظمها ذائقة المتلقي العربي.



وفيما يخص أغاني قدوم عيد الفطر، نجد أغنية أم كلثوم من كلمات أحمد رامي:

يا ليلة العيد أنستينا، وجددتي الأمل فينا

هلالك هل لعنينا، فرحنا له وغنينا

وقلنا السعد حيجينا، على قدومك يا ليلة العيد.

ولن ننسى أغنية (العيد فرحة) لصفاء أبو السعود، و(أنوارك هلت) للثلاثي المرح.



وأما في الخليج فقد بقيت أغنية محمد عبده كلمات الخفاجي، (من العايدين)، مزدهرة لحوالي خمسة عقود:

فرحة، فرحة، في عيون الهناء تتبع خطاه

انتظرها الشوق، بطول السنة تحقق مناه

والسعادة لكل ناوي، ما هي في لبس الكساوي

أحباب أحباب، أخوان أخوان، جايين يهنوا فرحانين

ومن العايدين، ومن الفايزين، إن شاء الله.



ولو أن هذا البروز والبقاء لمثل هذه الأغاني، لا يلغي بعض المحاولات الجميلة، والتي لم يكتب لها الشيوع، والاستمرار.



لا أعرف أحبتي، ولكني أحببت بطريقة فنية أن أبارك لكم بدخول شهر رمضان الكريم، وأن أتمنى لكم أعيادا إسلامية مستقرة بالسلام والرخاء على عموم شعوب وأرض الله.



@Shaheralnahari