سلطان المسعودي

الكادحون والإيجار المهدر

الاحد - 04 يونيو 2017

Sun - 04 Jun 2017

رجل خمسيني ظل 30 خريفا عقب زواجه يدفع شهريا ألف ريال (كمتوسط) لإيجارات شقق مستأجرة، ما يعادل نحو 360 ألف ريال لتلك الفترة، هذا الرقم الذي يتجاوز الربع مليون يمثل إيجارا مهدرا، وحصيلته أنه لم يستطع تملك تلك الشقق، أو الاستفادة من تلك المبالغ.

الإيجار المهدر هو أزمة فكر، وأزمة سكن، وأزمة ثقافة مالية عشناها، وما زال الغالبية يعيشونها في ظل تمسكهم بثقافة السكن القديمة التي إذا لم تتغير سيظل أولئك الكادحون في الأرض يعيشون عليها بمعاناتها لسنين مقبلة، تنعكس عليهم وعلى أسرهم.

في السابق كان الحال يختلف عما نعيشه الآن، ففكرة شراء أرض، وبعدها بناء منزل تتطلب التزامات كبيرة لن يستطيع ذلك الخمسيني عندما كان في مقتبل عمر الزواج الالتزام بتكاليفها لأنها سترهق ميزانيته الصغيرة أولا، وستجبره على الإيجار المهدر ثانيا، وبين هذه وتلك وإلى أن ينتهي من دفع أقساط الأرض، سيدفع أقساطا أخرى أكبر تتمثل في البناء.

ورغم ما يؤكده الواقع من صعوبة في عمليات الإنفاق الذي أكدته وزارة الإسكان ضمن خططها بعد أن وضعت أصحاب الدخل الأقل من 14 ألف ريال ضمن الفئة المستحقة للدعم، ونعلم جميعا أن أي شاب في هذا الزمن لن يصل لذلك الدخل ( 14 ألفا) إلا في حالات خاصة، ولا تنطبق على العامة.

ما نشدد عليه الآن هو تقبل الواقع ومسايرته بفكر وثقافة عالية تمكن الشريحة الأكبر من المجتمع وهي «الشباب» أن يستفيدوا من الفرص الجديدة، والمنتجات السكنية التي تطرحها وزارة الإسكان من خلال شقق التمليك ذات الأسعار المعقولة والمدعومة.

فتلك الشقق قد يمكن تملكها بقروض استهلاكية مثل ما يستخرجونه من قروض لشراء مركبات فارهة، أو تلك القروض التي تذهب لمتاع الدنيا، أو تشغيلها للاستثمار والعودة للمربع الأول من أجل شراء منزل الحلم، لذلك يمكنهم الاستفادة منها بشراء شقق بأقساط تعود ملكيتها لهم.

في السابق قد يخشى البعض من إمكانية تملك شقة والتورط بجار يصعب التعامل معه، إلا أن اتحاد الملاك أحد مشاريع برنامج وافي سيكون كفيلا بضمان تلك المعوقات، وإيجاد حلول ناجعة لها.

وبهذا ندعو جميع الشباب خاصة من هم في أول المطاف إلى ركوب قطار تملك الشقق، والاستفادة من تلك الأموال المهدرة، بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، بحيث يبقى لهم العقار ويكون تحت تصرفهم، وحقا خاصا لا يعانون من ورائه من إمكانية رفع إيجار، أو مؤجر يريد إخراجهم بعد أن كبر أبناؤهم وقد شيدوا وزخرفوا وصمموا في منازل ليست لهم.