شاهر النهاري

الكشف عن إعلام الظل

السبت - 03 يونيو 2017

Sat - 03 Jun 2017



نشرت صحيفة مكة 4 رمضان الحالي تقريرا بعنوان (قطر تسيء للسعودية بإعلام الظل)، وقد أوضحت فيه المنهجية الجديدة، التي اتخذتها حكومة قطر، بعد أن أصبحت جزيرتها مفضوحة مهجورة، سواء تشددت أو سايرت، أو كذبت، أو ادعت حرية الرأي؛ ما دعا الحكومة القطرية لتبني عدد من لقطاء شوارع صناعة الإعلام، الفارين من بلدانهم والمناوئين لسياسات أوطانهم، فقدمت لهم المال والسكن والرعاية، وأمنت لهم المعلومات الاستخباراتية والخطط الإعلامية اللازمة، لكي يسيروا عليها، في زوايا الظل، دعما لواجبات الجزيرة، التي قصرت مؤخرا، فلم تعد تستطيع فعلها أمام أعين مجلس التعاون الخليجي، الذي كان يشترط عليها عدم تبني ما يفض الشراكة مع قطر في التوجه والمصير، والتحالف ضد الإرهاب.



وفي التقرير تم تحديد أهم مواقع الظل المساندة للجزيرة:



1 الراية: صحيفة قطرية يومية، تصدرها شركة الخليج للنشر والطباعة. تأسست سنة 1979، يرأس تحريرها صالح الكواري، كانت تنشر رسوما كاريكاتورية تسيء للسعودية وقادتها.

2 العرب: أول صحيفة يومية تصدر بقطر عن دار العروبة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع، أسسها عبدالله بن حسين نعمة، ويشغل منصب رئيس التحرير الآن عبدالله بن حمد العذبة.

3 هافينجتون بوست: أسسه الإعلامي الفلسطيني والمدير العام السابق لشبكة الجزيرة وضاح خنفر، ويرأس تحريره الصحفي أنس فودة.

4 العربي الجديد: مشروع إعلامي تبنته الحكومة القطرية بعد فشل الربيع العربي، وهو عبارة عن موقع الكتروني وصحيفة ورقية يومية باسم «العربي الجديد».

5 عربي 21: موقع إخباري ممول من قطر، ويبث من المملكة المتحدة ويديره إعلاميون من شبكة قنوات الجزيرة يرأسهم المذيع ياسر الزعاترة، ويشرف عليه عزمي بشارة.

والحقيقة أن بقاع الظل، التي تغطي مساحة قطر، أكبر بكثير مما هو مرئي، ومما يسمع، فالظل مخلوق عتمي، غير ملموس، يحب الخداع، ويعشق المفاجأة، ويستجلب الخوف.



ولو نظرنا نظرة وعي ووطنية لما نراه في مواقع التواصل حولنا لوجدنا آلاف المسميات، التي تحمل أسماء أبناء بلدنا -ولا أظنهم كذلك- إلا إذا كان الظل قد غشي أعصاب أعينهم، وكلس جدران قلوبهم، وزادهم من شرور التشدد، والتشفي، والتكفير، والرغبة في رؤية العالم حولنا بحيرة دماء ودمار، وخيانات وثورات، حتى وإن ذهبت الشعوب إلى الجحيم، فهي آخر همهم.



منافحون يفرحون بالدماء، ولا يهمهم جوع ولا جهل ولا هجرة شعوب عربية، ذبحوها بتعتيم وغيبوبة تنتج من جراء ظلهم المديد.



حملات منظمة لسب الإعلام السعودي، وشتم لكل توجهاته، وتخوينه، وكأنه إعلام عدو لا يرتبط بنا ولا بمفهومنا حكومة وشعبا، ووطنا.



أنا حقيقة لا أكاد أصدق أن يقوم سعودي بطعن جانبه بيده، وعند منطقة القلب، فبعد ذلك ماذا يرتجى منه، وهو من حيث يدري، أو لا يدري يصبح عميلا للملالي، وللإرهابيين، ويعيث بأرضنا، ومكتسباتنا كما يفعل المفسدون في الأرض، ويجعل رقابنا بأيدي المتشددين، حين يحكمنا الظل.



المملكة أقوى وأنقى مما يصورها به أحباب الظل، وشبابها الواعي النقي لن تنطلي عليه حكايات التباكي على الماضي، والارتماء في أحضان كل من استخدم كلمة الدين، ليصل هو، ويطمرنا نحن في الحضيض.



الظل لا يدوم أمام شعاع الشمس، ومخلوقات الليل فقط هي من يسعدها الظلال.



@Shaheralnahari